التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من أكتوبر, 2014

عن سينما شابلن ...سينما يتغنى القلب

نُشر فى جريدة الوادى .................................................. كتب:  إسراء إمام Tuesday, يناير 7, 2014 - 10:18 ثمّة من بصدد صناعة فيلم الآن، إنه المنتج "ماك سينيت"، يفكر جيدا ومن ثم يطلب من ذاك الفتى الذى يقف قبالته بالصدفة أن يتقدم لعمل مشهد ما، يقول فى لا مبالاة "ضع بعض الميكياج وقم ببعض الحركات"، "نحن لا نضع قصة وانما نرتجل موقف ما ليتحول إلى حدث ينتهى بالمطاردة"، يطأ الفتى بقدمه غرفة المكياج، يلطخ وجهه بالمساحيق كيفما اتفق له، ويتعمد عدد من التناقضات فى ملابسه، سروال واسع وجاكيت ضيق محكم، إنه الصعلوك، تلك الشخصية التى وصفها قائلا"إنه رجل ذو جوانب متعددة،فهو أفاق، مهذب، شاعر، وحالم، وحيد فى الحياة ولكنه يأمل فى الحب ويغامر، يستطيع أن يوهمك بأنه عالم أو موسيقى أو لاعب بولو، ومع ذلك، فهو لا يتعفف عن التقاط أعقاب السجائر، أو خطف الحلوى من الأطفال". الصعلوك الذى انتقل به من أسفل الحضيض إلى قامة القمة. وعلى مبعدة وقفت هوليود موقف المتفرج الذى يتابع بشغف الغريب البريطانى وهو يتناوب جهدا على الفرصة التى وهبتها له بينم...

الماضى ..بين الدين والإدانة

نُشر فى جريدة الوادى ............................................................................................ كتب:  إسراء إمام Monday, ديسمبر 23, 2013 - 10:27 السينما التى تُبقِى لذاتها مكان فى داخلك، هى التى تدفعك على أن تُبعثر جزء من منظومة فكرك، ومن ثم تدفعك لكى تبذل مجهودا إضافيا فى إعادة هيكلته من جديد، مزدانا بمفهوما غير معهود أو استنتاج مغاير عن الحياة، عن الكيفية التى نواجه بها مصائرنا، وعن ما إن كان لنا يد فى تشكيل هذه الأقدار من الأساس. فيلم"الماضى" لأصغر فرهادى، هو الفيلم الذى يفعل مع عقلك فعلة مماثلة، فبعدما تغادرك صورته، تبقى فى حالة ذهنية غاية فى التيقظ، على الرغم من إنهاكها تهرع خلف حقيقة هذا السيناريو الممتلأ والذى يبدو وكأنه يقتطع واقعا حياتيا من سياقه ليقدمه إليك على شريط فيلمى، يُحرض على إعادة تدوير الفكرة ويعزلك بمنأى عن قالب التنميط. هل الماضى جزءا لا يتجزأ من صياغة الحاضر ؟؟ هل يُعقل أن تكون له يدا فاعلة فيما هو آت ؟؟، فبالعمل الدقيق على خلق عدد من الشخصيات التى تربطها متسلسلة علاقات بالغة التعقيد ،تعرّض فرهادى إلى متن هذه ...

"القبطان فيليبس".. سينما السير على الحبال

نُشر فى موقع عين على السينما ....................................................................................... "القبطان فيليبس".. سينما السير على الحبال الأحد 15 ديسمبر 2013 15:56:00   إسراء إمام إختار فيلم "القبطان فيليبس"  captain Philips  أن يقدم قصة عناصرها تتمثل فى: قراصنة، ربان سفينة وطاقم عمله الذى لا حول له ولا قوة فى الدفاع عن نفسه، مراوغات مريرة بين المختطفين وبين القوات البحرية الأمريكية. ومع طبيعة شكل الإنتاج فى هوليود، قد تؤدي عناصر مثل هذه فى النهاية، حتى وعن غير قصد، إلى فيلم تقليدى يغلب عليه طابع الإثارة والتشويق والحركة عموما حتى وإن بدا جيد لا غبار عليه، ولكنك أمام معالجة أبت أن تنصاع لكل هذا وإختارت أن تجسد حالة نابضة لا علاقة لها بالحسابات السينمائية المعهودة التى وضعها البعض مسبقا لتناول حدوتة مشابهة، وإنما لها صلة بالمقدرة السينمائية فى العمل على نقل نبض تجربة حقيقية إلى المشاهد على الشاشة.  هذه المقدرة التى لم تأت مستندة لكون قصة القبطان فيليبس واقعية تم سردها فى كتاب وإنما كانت أرضيتها الأساسية تكمن في...

About time ... وسينما الموضوع المؤجل

نُشر فى جريدة القاهرة ...................................................................... إسراء إمام معروف أن أقصر طريق بين نقطتين هو الخط المستقيم، ولهذا بقيت التعرجات من الأمور الغير مستحبة فى المعظم، وخاصة عندما تقرر أن تكتب فيلم فمن الشائع أن تضع أمامه المُشاهد حيال العقدة الدرامية الواضحة حتى وإن إختلفت طريقة تناولك لها ومعالجتك إياها، حتى وإن تعددت فى شكلها واتخذت محنى مغاير يظل المتعارف عليه فى قوانين الفيلم الجيد أنه مهما بلغت به الذروة فى التحليق على مبعدة لابد وأن يعلن عن المجرة التى ينتمى إليها ويُبقيها سرا بينه وبين المشاهد الذى يتابعه بشغف مستمد بثبات من الفكر المشابه. أفلام قليلة تخرج عن الإطار، تُقدم سيناريو مختلف وحبكة مغايرة تتعرج كثيرا لدرجة تعجز فيها أنت عن الادراك لوهلة أو لأخرى ولكنك تظل مشدوها متشبثا بطرف الخيط واثقا بغير أدلة دامغة أنك ستصل حتما وإنك وإن تعرجت على غير العادة لن تتعثر، سيناريو آخر يغير من طبيعة خريطة التلقى ذاتها التى اعتدت عليها منذ عهد طويل، ويتطلب منك نوع خاص من المشاهدة لا يتطلع إلى ما هو بعد بقدر ما ينشغل بالاطلاع على ماهو ...

الفيلم الصربى "دوائر" ..ألم سنين يبدأ من لحظة

نُشر فى موقع عين على السينما ................................................................................................. الفيلم الصربي "دوائر".. ألم سنين يبدأ من لحظة! الأربعاء 05 فبراير 2014 11:34:00 إسراء إمام الأفلام التى تقبع فى ذاكرة العقل كثيرة مقارنة بتلك التى يتحفظ عليها القلب فى داخله، إنها منطقة المنطق المتواجدة شئنا أم أبينا والتى يحتمى تحت ظلها عدد كبير من الأفلام، أفلام تتألق على المستوى النظرى بينما يظل حاجزا ما بينها وبين الروح ومنها إلى تدوينة القلب.  وبالتساؤل ما قد يجعل أحد الأفلام ينفذ بسهولة دون غيره إلى هذه المنطقة الهشة التى يملكها كل منا، سنجد أن التخمين الأقرب هو شروع صانع الفيلم فى تضمين أجزاء فيلمه مقتطفات من نفسه، إنه إيمانه الذى يبزغ فى كل لقطة وكادر وجملة حوار، إنها تلك الوصمة التى تحمل إحساسه مُضفرا بما ينتجه على الشريط الفيلمى. هو الآخر هنا يعمل بقلبه وليس عقله فقط، يبرع فى اكتشاف ذاته فيكون صادقا فى التعبير عنها بما يمس المتفرج ويجعله متوحدا مع المضمون الذى يتعرض له. والفيلم الصربى  kugovi  أو "دو...

مذكرات نجيب الريحانى.. الريحانى عندما يتحدث عن نفسه

نُشر فى جريدة القاهرة ................................................................. إسراء إمام من غير المنصف أن يكتب أحدهم مقالة عن مذكرات الريحانى فقط ليذكر للقارىء أهم ما ورد بها، لأنه بفعلة كهذة ربما يروّح عنه مهمة شراء المذكرات والتعرض لها بشكل مباشر ومن وسيط قد يقلل من شأن جمالية الطريقة التى كتب بها الريحانى نفسه حتى وإن ظن أنه يوافيها حقها. لذا راعيت وأنا أكتب عن تلك المذكرات ألا أنجرف وراء سرد الذى ذكره الريحانى عن نفسه بل أحاول بقدر الإمكان قراءة تدوينته عن حاله وظروف عمله على مبعدة منه، عللنى أقدم طرح موازى لصورة أخرى للريحانى تُساهم ولو بضئيل لإتمام الاطار الذى يحكم شخص هذا الفنان الجميل . المذكرات فيما بين جزأين  لقد آثر الرجل من سطوره الأولى الوضوح واعدا القارىء بأنه سيحاول ألا يركض خلف تحسين صورته وسيكون صادما مع حاله أولا قبل غيره فقط ليحقق أمانة عهدها على نفسه، وبالفعل مضى على تلك الوتيرة على وجه الخصوص فى النصف الأول من المذكرات وقت كان يتحدث فيه عن بداياته ومعاناته مع الفن، فعدد روايات تخص المحاولات الأولى للعمل بالمسرح مع أكثر من فرقة مث...

عشم سينما الفرحة

إسراء إمام تكتب عن فيلم عشم: سينما الفرحة Albedaiah at: Thursday, June 20, 2013 - 16:17 اطبع الموضوع سينما مصرية البداية يمكنك أن تصنع فيلما جيدا.. فيلما يثير دموعك أو ينتزع ضحكاتك، وإنما متفرد الفيلم الذى يدغدغ حواسك ويُلهمك ابتسامة قد لا ترتسم على شفتيك بل على قلبك وهى ذاتها التى تعتصره من حين لآخر برفق ومن دون أن تتألم وبغير مدعاه للصراخ أو المغالاة فى التناول، فيلم يبعث على نوع متفرد من الفرحة فى داخلك فلا يحتفظ بك فى قالب معين وأنت تشاهده وانما يُبقيك حُر طليق لك أنت تشعر بما تشاء كلا بغير تطرف وهذا هو بيت القصيد . "عشم" من الأفلام النادرة التى تنتمى إلى تلك الحالة الغرائبية، التى تستعير من السينما المستقلة جرأتها وإقدام موضوعاتها ورؤاها المختلفة ومعها تبقى حريصة على نكهة الشغف الذى يتمسك بيد المُشاهد ويدخل به إلى دنا لها خصوصيتها لابد أن تحترم حواسه وتُمتعها ومن قبلها عقله، والشغف هنا فى فيلم عشم غير اعتيادى قد تتعثر به فى جملة من الحوار أو تفصيلة شخصية أو حتى ما لا ترتئيه بعينيك وما لا يقع صداه على أذنك، والنقطة الأخيرة على وجه الخصوص يط...

ستوكر ..عندما يملك المخرج فيلمه

إسراء إمام تكتب : ستوكر ..عندما يملك المخرج فيلمه Albedaiah at: Thursday, June 13, 2013 - 17:04 اطبع الموضوع فن البداية العيب لا يكمن فى تناول فكرة قُدمت من قبل، وإنما الأمر يعدو خرفا عندما أخوض فى معالجة تلك الفكرة من دون خلق أى جديد، كمثل الساحر الذى يعد جمهوره بعرض هائل ومن ثم يُجلسهم على مقاعدهم ليشاهدونه وهو يُخفى عصفورا داخل قفصه ويعيده بدوره تاره أخرى، والشخص الأكثر تبجحا من ذلك الرجل الذى يمتهن الألاعيب زميله الذى قد لا يكتفى بالخُدعة البسيطة مواجها حقيقة الأمر إذا به يُبدل قواعدها ويحتال عليها غير أن اسمها فى النهاية يبقى "خُدعة العصفور" ولا شىء غير ذلك . و"ستوكر" من الأفلام التى أهانت جعبة الحاوى وأفقدتها هيبتها، منذ البداية والفيلم يشد على يدك ويسألك الإنتباه واعدا إياك بأن ثمة الكثير مما تحويه الجُعبة لتفتح عينيك فى النهاية على تناول خاوى خائب إن جاز التعبير، فى المشاهد الأولى تظهر فتاه تتحرك بحيوية بين عشب أخضر فى حديقة منزل ترصدها الكاميرا بإختلاف وحس واعى وهى تحدثنا بحذر عن حالها فى شىء من الفلسفية التى تبعث فى نفسك ...