التخطي إلى المحتوى الرئيسي

"goodnight mommy"..أن لا تُبصِر بينما ترى

_نُشِر فى مجلة الثقافة الجديدة_







فى فيلم antichrist للمخرج "لارس فون ترير"، تبلغ البطلة الطور الكامل لنوبتها الإكتئابية، فيحل الوهم محل دماغها، ويوعز له بكل المُنكَرات، المُهلِكات، وفظائع الجُرم. تتحول تلك السيدة الرقيقة، واهنة الهيئة والقدرة إلى سفاحة متوحشة. يقودها الوهم إلى التمثيل بجسد من تحب، لتكن على يقين من أنه لن يُفارقها. تعتقد، وتمتطى إعتقادها إلى حتفها بنفس طيّعة. فما إن خَرِبَت رأسها، انتفت هويتها وضُلِلِ هواها. الوهم قتلها، وأمات الحب فيها وفيمن حولها.

وفى حياة أخرى، موازية لحياة هذه البطلة المكتوبة فى سطور فيلم، شاهدتُ رجلا يحرص فى سيره، على أن يتحسس فى كل خطوة من خطاه الأرض من تحته. يومها، كنت برفقة زميل طبيب، وحينما رآنى وقد استغرقنى التحديق فى الرجل بإندهاش، أفادنى بأنها  إحدى أشكال حالة مرضية عقلية، تعرف بإسم" catatonia"، يتهيأ فيها للمريض أنه قد يفقد الأرض، لذا فهو يطمئن دوما لوجودها من تحته بتملسها كلما يُحرك قدما. وهماً آخر يدفع الحالات المتأخرة من نفس المرض، لأن تدّب فى مشيتها، ليسعها التأكد من وجود الأرض تحتها.

الوهم أقصر الطرق للفناء، هو معضلة الوجود الأولى، والشرط الأصيل فى صراع قابيل وهابيل. فى البدء كان هو، قبل إستحضار التشخيصات الطبية، والأنواع المَرَضّية المدرجة تحت خانته. هو بفطرته وبداوته، عدو الإنسان. إن قتلنا فينا الوهم، عشنا. وإن عشنا به، ستوافينا المنية أجمعين.

الفيلم الألمانى "ich she ich seh" 2014  ، أو goodnight mommy من أفضل الأفلام التى نجحت فى التعاطى مع فكرة الوهم، على مبعدة من طبيعتها كمرض، وبمنحى أيضا عن وجودها الهادىء المعقول فى حياتنا، الذى قد يؤرق ولا يُميت. مستحكما بغرابة شديدة على مداخل عِدة فى الطرح، أهلته ليكون مسوعى التصنيف. فالبعض قد يعِده فيلما دراميا صادما، والآخر قد يراه نفسيا معقدا، أو مشوقا، أو حتى مُرعِبا. بل قد يصفه أحدهم بأنه كل ذاك فى آن. الأهم، أنك بعد مشاهدة هذا الفيلم، لن تغفل عن هذا الوجه الطفولى الفطرى للوهم. دون أدنى تفسير، أو تأويل. أنت وهو وكفى.

القصة

"إلياس" طفل وحيد، مات أخوه لوكاس فى حادث لم يتطرق له الفيلم أبدا. بينما تأذى وجه والدته حد التشوه، مما دفعها لخوض جراحة تجميلية دقيقة. الفيلم لم يبدأ بسرد الوقائع كما لخصتها أنا الآن. وإنما السيناريو إختار أن ينحاز إلى وهم "إلياس"، يُدّون بداية منه كل شىء، ويجعلك ترى بعينه وتتتبع بخطواته. "إلياس" مازال معتقدا فى وجود لوكاس، يحيا معه كل تفاصيل يومه، ويسقط من ذاكرته واقعة موته. طوال الفيلم، ستُصدق وهم إلياس لسبب بسيط، وهو أنك عشته كليا، كنت دماغ هذا الطفل المسكين، فلم يساورك لوهلة شك حياله، بينما تماديت معه فى شكه صوب والدته، وفزعه من كونها تبدلت بأخرى بعد عمليتها الجراحية. إلى أن تتطور الأمور، وينمو وهمه لدرجة لا يتورع فيها عن تعذيب أمه، وحرقها حية، اعتقادا منه أنها مجرد لصة، تتجاهل وجود أخيه لوكاس عمد، لتُضُعِف رابطتهما معا، غير مقتنعا على الإطلاق أنها فقط لا تراه.

السيناريو (أن لا تُبصِر وأنت تَرى)

منذ البداية، والسيناريو يصرخ فى خباثة بمدلولات حالة الأم النفسية، والتى استخدمها كسلاح ذو حدين، فهى تُخَدّم على وهم إلياس، وتجعلنا نتآزر معه فى التشكيك فى هويتها، وفى الوقت ذاته، وبعدما نكتشف الحقيقة، نرى أن الأمور عينها التى غذّت وهمنا، هى إثبات سرابه وهشاشته. هذه السيدة التى عادت إلى منزلها بضمادات كفنية فوق وجهها، مخبأة قسماتها، وطامسة لأنوثتها. انهارت نفسيا، وتحولت إلى إمرأة غريبة الأطوار. تتمادى فى العنف حيال ابنها، وتعاقبه بطرقا مرفوضة، مُنفرة، تحفز كرهك لها، ونبذك لفكرة أن تكون أما حقيقية. كل هذا بمعزل عن الضغط المتخفى، فيما يخص أعراض إلياس التى ضجت بها، وحَمّلتها فوق طاقتها، وجعلتها فى موضع حرج ذهنى. ولأننا لا نعرف بشأن هذه المتاهة الخاصة بعدم وجود لوكاس من الأساس إلا فى نهاية الفيلم. تحايل علينا الوهم، مثلما فعل بإلياس، وجعلنا نراها مجرد مخبولة جاءت لتحل محل الأم، وتسيىء معاملة الولدين، وتسعى للتفريق بينهما، لدرجة أنها تنهر واحدا منهم وتجعله يَقِر بإعتراف مُسجَل أنه لن يعود للتحدث مع أخيه مجددا. وعلى الرغم من كل هذا الإنحياز لرؤية الواقع من جانب إلياس، إلا أن السيناريو تعمد أن يسخر من عقولنا، ويضع بين كل حين وآخر، لقطات شديدة الإفصاح، توحى بما يعتمل فى صدر الأم من قلة حيلة، ووهن، فيصورها فى أكثر من موضع، وهى وحيدة تنتحب، وكأنها تملك الحقيقة كاملة، وتأبى أن تبوح بها.

على مدار وقت طويل من الفيلم، السيناريو يبرر لنا حماقات الأم، وفى الوقت ذاته يدلل بها على إحتمالية كذبها. ففى مشهد تلعب فيه الأم مع الولدين، لا يسعها تذكر الكثير من المعلومات حول شخصها، لا تتذكر حبها الذى كان للحيوانات الأيفة، وتُضيع حتى تفاصيل مهنتها. حسب ما يظنه إلياس، ونظنه نحن أيضا معه، أن هذا دليلا قويا يدعو للقلق حولها. بينما وفقا لما كان فى الواقع، هو مجرد عَرَض من أعراض المضاعفات المتوقعة لحالة مرضية مثيلة أصيبت فى دماغها. هذا إلى جانب عدد من المشاهد الإضافية، التى تحمل الوجهين من الحكم. مثل مشاهد العنف تجاه إلياس، تنكرها أحيانا منه وإدعائها النوم، وقتلها لقطة مسكينة أحضرها معه إلى المنزل.


تفاصيل أخرى اعتنى بها السيناريو، حافظت على حقيقة عدم وجود لوكاس. وأحرجت عقولنا التى استدلت عليه بالرؤية فقط، وبحالة الإيهام التى يحيا بها إلياس. فمثلا، كلما تكلم لوكاس لم تصغى له الأم، أو ترد له على حديث. تماما، كما استقبل إلياس مندوب السوبر ماركت، ومبعوثىّ جمعية الصليب الأحمر وحيدا. إضافة إلى تَحَدُث كل هؤلاء الزوار إليه كفرد، دون أن يتطرق أى منهم إلى وجود آخر يجاوره. تفصيلة أخرى غاية فى الأهمية، تمثلت فى حرص قسيس الكنيسة على إعادة إلياس حينما هرب من أمه، على الرغم من أن الرواية المزعومة للولدين عن أمهما التى تضطهد واحدا منهما، وتجبر الآخر على معاداته، لابد وأن تثير الشكوك، وتستدعى التصرف بعيدا هذا المنزل الملتبس. ولعلك قد تسأل نفسك هذا السؤال "لماذا لم يتقصى الرجل الأمر أكثر من ذلك، بدلا من أن يُرّوِح الولدين إلى بيتهم بقلب بارد". ببساطة لأنه قد تأكد قبلنا من أن المشكلة تبدأ من وهم إلياس، الطفل الذى يهرع إليه وحيدا وهو يظن أنه بصحبة أخيه المتوفى.

العلاقة الوطيدة بين الأخوين "إلياس" و"لوكاس"، تعتبر هى الأخرى من مفردات الواقع التى اُستخدمت فى الوقت ذاته لصالح الوهم. نحن بالفعل نرى إلياس ولوكاس يترافقان، يلعبان، ويستمتعان بوقتهما معا، وكأن العالم قد خلا إلا منهما. بالضبط هذا هو نفس الدافع، الذى جعل إلياس يُصِر غير واعيا على بقاء لوكاس، متشبثا بمساحتهما معا كما هى. والتى لولا قربها وحميميتها، ما كانت لتخلف وهما كابوسيا كهذا.

عن الحبكة

هذا السيناريو متفرد من نوعه بحق، ففى البداية يضعنا فى أجواء مُرعِبة نحسب أن عقدتنا فيها هى غرابة أطوار الأم، تلك السيدة الملثمة، التى توارى تشوهات وجهها، وتتصرف بريبة وكأن ورائها سرا مخيفا. نجد الفيلم حينها قد هيأ المتفرج لهذا التناول جيدا فى أكثر من مشهد، يحثنا فيه على التخوف من الأم، والإمتلاء نحوها بعدد من مشاعر المهابة والإشمئزاز. 

وفى نقطة ما، يتصّعد الحدث، ويتكثف التعقيد، حينما نجد أنفسنا فى مجابهة صراعا حقيقيا، تتجمد عقولنا بصدده، إنها حلقة تعذيب حقيقة متوالية كمتلازمة صعبة التصديق، يقوم فيها ولدان بتعنيف إمرأة آذتهما، وربما قد اختطفت أمهما. فى ذلك الوقت وبالرغم من أننا نطلع على عدد من المعلومات غير الهينة، إلا أننا نشعر وكأن على رؤسنا الطير. نتضطرب كمن لم يعلم شيئا عن الأمر، نتألم من أجل هذه المرأة التى لم نعلم مدى كذبها من صدقها. ولا يروقنا الموقف برمته. كل ما سبق حقل دسم للدراما، جذابا بما فيه الكفاية، يكفى لأن يجعلنا متيقظين أمام الشاشة لدهرا كاملا. ولكن يأتى السيناريو ويفجر آخر مفاجآته، ويعلن عن الوهم الذى أوقعك فيه. هذه القفزة الحدثية، التى قد يبنى عليها فيلما آخر موضع قوته، جاءت هنا بينما تحتفظ دراما الفيلم بتوازنها على أكمل وجه.



صورة

فى أحد المشاهد، يتلصص إلياس علي أمه، الواقفة متوارية الوجه أمام المرآه وقد خلعت ضمادات جروحها، وما إن تشعر بأنفاس طفلها، تلتفت وتظهر عين منها فى حركة مباغتة، منعكسة على طرف المرآه المُقعَر، والذى يُقربها كعين محتقنة دامية، توحى بدماثة باقى تقرحات الوجه. يستمر الذعر، وتستطرد الكاميرا أقاويلها المخيفة حول هذه الأم المريبة، حيث يلهث إلياس إلى غرفته، يستند بظهره إلى الجدار المجاور للباب، ومن ثم يغلقه، يسود الظلام ولا ننصت سوى لصوت أنفاسه علوا وهبوطا، وفجأة تُقتَحم الغرفة، تتسرب حفنة قليلة من الضوء، تلوح فيها الأم وقد أعادت الضمادات، وترائت كشبح يتشمم أثر مسترق النظر الذى كان.

فى مشهد آخر، يقتحم الولدان غرفة الأم للإنتهاء من مهمة ما ستساعدهما فى مراقبتها، ولكن سرعان ما يقعا فى ورطة لأنهما قد استمعا لصوت خطواتها تقترب على وشك الدخول. فيختبأ كل منهما، كيفما اتفق له. إلياس يُلقى بنفسه أسفل الفراش. بينما لا نلاحظ للوكاس أثر، وحينما تغادر الأم. يقم إلياس من نومته، فى كادر أفقى، بينما يظهر ورائه فجأة جسد لوكاس مُشوَشَا، مُثقلا كظِل، من خلف الباب الجرار للشرفة، يُخبّط لأخيه حتى يفتح له، وحينما يسحب إلياس الباب نستمع إلى صوت الضجة التى يُحدثها، والتى لم نسمع نظيرها حينما سحبه لوكاس لأول مرة حين مجىء الأم. بعد نهاية الفيلم، يمكننا أن نتذكر ذاك الجسد الهلامى الذى يظهر به لوكاس من خلف باب الشرفة وهو يصارحنا بينما يأكلنا الوهم " أنا مجرد لا شىء".


آخر كلميتن

_ الجمال فى هذا السيناريو يكمن فى صمته، هذا الصمت المحبوك، الذى يدفعنا لآخر رمق للتساؤل حول حقيقة الوهم ذاته. هل إلياس مريض، أم أنه ملعون بمصاحبة شبح أخيه. هل لوكاس مجرد خيال هاجسى، أم روح عالقة ترغب فى استعادة أخيها وأمها، وتقودهما إلى حتفهما لكى تسترجعهما.
_ لم يُحكَىَ عن الحادث الذى مات فيه لوكاس، وفقدت الأم إثره وجهها. والحقيقة أن هذا سببا أدعى لتظل خيالاته مادة مثيرة للفضول لوقت بعيد.

_ مشاهد تعذيب الأم، على الرغم من اقتضابها مؤلمة بصورة جيدة، وضرورية على المستوى الشعورى والذهنى. هذا إلى جانب مشهد حريقها الصريح، والذى لم تتوانى الكاميرا عن نقل بعض من لقطاته. لذا فيمكن القول، أن الجرأة والوعى فى كيفية نقل أحداث مماثلة مجرد وجهان لعملة واحدة.

تعليقات

  1. تحليل ولا أروع للفيلم من أعظم وأجمل الأفلام اللي شوفتها في حياتي إختيار المكان الممثلين الأدوار المشاهد وجاذبيتها ❤❤❤

    ردحذف
  2. انا اتهبرت من الشرح والتفاصيل ⁦♥️⁩⁦♥️⁩

    ردحذف
  3. بالنسبة لما الياس سأل امه عن الأغنية اللى بيحبها ، ازاى جوابت غلط !!؟

    ردحذف
  4. ما بعرف والله واخر مشهد شو قصتو

    ردحذف
  5. نرجو شرح اخر مشهد في الفيلم لما كانو واقفين لوكاس والياس امام الحريق . من المرأة التي معهم ؟

    ردحذف
  6. دوبي خلصت الفيلم كان تقريبا كله ماشي على وتيرة وحدة وفي الاخير كانت الصدمة .. ابدعت بتحليلك

    ردحذف
  7. الشرح اعطى الفيلم قيمة فنية اضافية

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أضواء المدينة..الفيلم الذى يُضحِكك وإن ضَحك عليك

_نٌشر فى مجلة أبيض وأسود_ فى فيلم dangerous method 2011 يتبادل البطلان مناقشة شديدة الإيجاز حول مفهوم السعادة. فيقول أولهم: "السرور ليس بسيطا أبدا كما تعرفه أنت". فيبادره الآخر: "بل إنه كذلك، إلى أن نقر نحن بتعقيده". فيلم أضواء المدينة عام 1972 إخراج فطين عبد الوهاب وتأليف على الزرقانى، من الأفلام التى تؤيد الشِق الأخير من المناقشة، من الأفلام التى تمنح السعادة خيارا حقيقيا تطِل من خلاله ببساطة، ومن دون تكلف، أو محاولة زائفة للتحذلق والفلسفة المُدّعية. إنه الفيلم الذى ما إن تُعيد مشاهدته، تبتسم من مجرد ظهور تتراته، تستحضر معها روحه الخفيفة الطافية، وخيالات تلك الضحكات الماضية التى سبق وأن أغدق عليك بها.  تزورك لحظات البهجة التى خلقها خصيصا لك، وليس نظيرتها التى انخلقت فى مواقف مشابهة مع أفلام أخرى وفقا لظروف معينة، ملائمة لصناعة البهجة. أضواء المدينة هو الفيلم الذى يُضحكك ببساطة وإن ضحك عليك. سيناريو الحدوتة تبدو تقليدية، اعتدناها من السينما المصرية فى وقت سابق، ولاحق أيضا. ولكن ما ابتدعه السيناريو هنا، ابتكار مدخلا مختلفا آمنا، يسعه مجاراة دراما ...

"قنديل أم هاشم" .. مفهوم غير آمن للإيمان

_نُشر فى مجلة الثقافة الجديدة_ فى فيلم the skeleton key تظل البطلة تردد بهيستيرية " أنا لا أؤمن، أنا لا أؤمن، أنا لا أؤمن" ولكن صوت داخلها يجهر بنقيض ما تصرخ به تماما، إنها تؤمن بالفعل، تؤمن أن السيدة العجوز التى تمارس عليها إحدى تعاويذها، ستتمكن من أذيتها فى آخر الأمر. تؤمن بالسحر الأسود، الذى لا يمكن أن تطال يده أحدا إلا إن كان مؤمن بوجوده وأفاعيله. و"يحى حقى" فى رواية قنديل أم هاشم تطرق لمفهوم الإيمان، خاض فى جانب غير آمن منه، جانب يبعث على الحيرة، ويشير إلى وجه آخر من وجوهه الداعية إلى القلق. فـ "الإيمان" كلمة ما إن ذُكِرت فى أى تراث، يحضر معها شرطيا شعور الراحة والسلام. ولكن الحقيقة ليست مثالية إلى هذا الحد، فـ "الإيمان" أحيانا قد يكون نقمة، قد يكون كُفرا موازيا بما يجب أن نؤمن به. فبطلة the skeleton key فى واقع الأمر لم تؤمن بالسحر، بقدر ما فقدت إيمانها بالرب. ومن هذه النقطة سيبدأ كلامنا عن فيلم "قنديل أم هاشم".. الفيلم الذى أعد السيناريو له "صبرى موسى"، ليطل على شاشة السينما بكل هذه التعقيدات الفكرية ال...