_نُشر فى مجلة الثقافة الجديدة_ "بالنسبة لى، حينما أدخل بكل حميمية فيما أسميه نفسى فإننى أقع دائما على لون من الإدراك الحسى بالحرارة أو البرودة، بالنور أو الظل، بالحب والكراهية، وبالألم واللذة، فأنا لا أستطيع أبدا أن أمسك بنفسى دون إدراك حسى، ولا يمكن أن ألاحظ سوى هذا الإدراك الحسى، وعندما تستبعد الأحاسيس كما يحدث عندما أنام، فإننى لا أكون مدركا، حاسا بنفسى، وقد يقال عنى أننى غير موجود" دافيد هيوم (الروح، الجسد، الموت) ثلاثية شديدة التورط، وفى مفرد ومغزى كل منهما قد يكمن انفصال تام، فكل عنصر من هذا الثالوث قد يكون قائما بحد ذاته، له ألغازه وغموضه وتكهناته، وقد يكون مذيلا فى طرف سابقه، أى جزء من مؤدياته أو نتائجه. البحث وراء تراص هذه الكلمات الثلاث التى تبدو مستكينة طيعة، قد يهلك أعمارا بأكملها من دون جدوى، ولكنه فى النهاية يستحق الندر الحق بعدم الانقطاع عن السؤال، والربط، والتحليل، والقراءة، والاستنتاج، سعيا وراء حقيقة ما، مُجهلة الهوية، لكنها قد توفر تفسيرا ما عن ماهية الوجود. ولكن المعضلة تقول، أن السعي حول هذه المسألة اقتصر على فئة محددة، متناهية الضيق والمحدودية،...