التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من 2017

الموت بين هواجس سينمائية وأخرى بحثية

_نُشر فى مجلة الثقافة الجديدة_ "بالنسبة لى، حينما أدخل بكل حميمية فيما أسميه نفسى فإننى أقع دائما على لون من الإدراك الحسى بالحرارة أو البرودة، بالنور أو الظل، بالحب والكراهية، وبالألم واللذة، فأنا لا أستطيع أبدا أن أمسك بنفسى دون إدراك حسى، ولا يمكن أن ألاحظ سوى هذا الإدراك الحسى، وعندما تستبعد الأحاسيس كما يحدث عندما أنام، فإننى لا أكون مدركا، حاسا بنفسى، وقد يقال عنى أننى غير موجود" دافيد هيوم (الروح، الجسد، الموت) ثلاثية شديدة التورط، وفى مفرد ومغزى كل منهما قد يكمن انفصال تام، فكل عنصر من هذا الثالوث قد يكون قائما بحد ذاته، له ألغازه وغموضه وتكهناته، وقد يكون مذيلا فى طرف سابقه، أى جزء من مؤدياته أو نتائجه. البحث وراء تراص هذه الكلمات الثلاث التى تبدو مستكينة طيعة، قد يهلك أعمارا بأكملها من دون جدوى، ولكنه فى النهاية يستحق الندر الحق بعدم الانقطاع عن السؤال، والربط، والتحليل، والقراءة، والاستنتاج، سعيا وراء حقيقة ما، مُجهلة الهوية، لكنها قد توفر تفسيرا ما عن ماهية الوجود. ولكن المعضلة تقول، أن السعي حول هذه المسألة اقتصر على فئة محددة، متناهية الضيق والمحدودية،...

«It» .. ملحمة رعب عن الخوف والوحدة

_نُشر في موقع إضاءات_ «الطفل الوحيد سيعرف دومًا حقيقة أن وحوشه تستطيع مهاجمته في أي وقت، في أي مكان، وبدون أي مجهود؛ لأنه فى نظرهم ضعيف، ليس ثمة شيء يحميه أو يدعمه بالرعاية، على عكس ما كان يعتقده دومًا عن إحساس الأمان الذي لابد وأن يشمله لأنه طفل».يقولها الصغير «ستانلي» لبقية أصحابه، الوحيدين الخائفين، والمكتوبين بقلم «ستيفن كينج» لحمًا ودمًا، متماهين مع أنفسهم، ومع حالاتهم النفسية ومع حواديت خوفهم الشخصية التي ستمتزج لتخلق أسطورة واحدة اسمها «الشيء».هل هذا «الشيء» أكثر رعبًا من واقعهم، أم أنه مجرد انعكاس له، أم أنه يتغذى على ما فيه من قبح ومن ثم يتجشؤه عليهم في صورة كيان خرافي يأكل أجسادهم، بعدما سبق له التمكن من أرواحهم؟.هذه النسخة من فيلم «It» نموذج فريد جدًا لصنع فيلم رعب ذي خامة درامية قيمة جدًا، تُكمِلها رؤية بصرية شديدة الوعي بكل تفاصيلها، رؤية مرهفة ودقيقة وتعرف أيضًا من أين تُؤكل كتف المتعة. الخاسرون المجتمعون على الحب وجه التميز الأول في نسخة 2017 من فيلم «It» هو رواية «ستيفن كينج»، تلك الكتابة الفنية جدًا، والتي تتفهم ضرورة خلق الشخصيات وعوالمها، وتثبيت قدم الرعب على مساحة د...

مارلين التى أجادت حكى نفسها!

  _نُشر في الجزيرة الوثائقية_ “_لماذا تبدين بهذا الحزن، إنك أكثر فتاة حزينة رأيتها فى حياتى. _ أنت الوحيد الذى أخبرنى بذلك، فجميع الرجال يظنون أننى سعيدة. _ يظنون ذلك، لأنك تجلينهم سعداء"   فى فيلم the misfits 1961 ، تبادل " clark gable " الحوار السابق مع " marilyn monroe "  .. الحوار الذى قام بكتابته زوجها " arthur miller " ضمن سيناريو مغاير، يقف عند حافة الشجن ويمد قدميه، دون أن يطأ أرض الحدوتة، بينما يجيد تجسيد المعاناة، معاناة عدد من الشخصيات مصادفة، وشخصية بعينها عن عمد. "آرثر" فى هذا السيناريو كتب "مارلين مونرو"، تلك المرأة الملغزة، التى تنبت ضحكتها من أحراش ألمها المساوى لسنوات عمرها، المرأة التى امتلأت بالحياة لدرجة لا تلائم الحياة، فلم تملك سوى خيار المعيشة بين ضفتين، الجزيرة بينهما لم تكن معزولة تماما ولا آمنة بالمعنى الكامل. ولأن السعى إلى الخلاص سمة الصادقين، فلهذا اختارت أن تنهى نزاعها مع الدنيا مبكرا، لأنها وكما تقول على لسان "آرثر ميللر" الذى استنسخ لها تكوينا مقاربا على الورق ""...

عن الرغبات التى قتلناها تقرباً إلى الله!

_نُشر في مجلة الثقافة الجديدة_ الظل منطقة مهجورة أكثر من كونها محظورة، لا يمنحها أحدهم خطواته، اعتقادا منه أنها لن تهديه طريقا. الكل يتحاشاها لأنه تناساها، لا لمهابتها. والسطور القادمة تحمل عدد من أفكار باتت رمادية بدلا من أن تكون ملغومة، رُدم فوقها تراب الخوف، فاستحالت إلى مقبرة منسية، اندفنت فى نفسها منذ أمد. فى السابق، تحدث السلف شدا وجذبا عن كافة الدروب المؤدية إلى الله، تلك الدروب التى تحتمل التأويل، بوخوا البعض منها، ووبخوا الأخرى، مدحوا فى بعضها إلا قليلا، وذموا فى البعض الباقى إلا كثيرا. ولكنهم لم يقربوا سِكة الراهب ونسكه فى الرهبنة، العاكف الذى نذر نفسه وروحه لخالقه، فهو أفضل الخلق دوما عند الكل عاصى ومطيع، درويش ومعربد. ولهذا قررت الكتابة عن كافة اللغط الذى يحفنى عندما أفكر فى هذا الدرب دونا عن غيره من الدروب التى تقود إلى الله، فبين ميلى صوبه فى فترات وتنكرى له فى أخرى، تلبدت دماغى بالأسئلة، وعديد من علامات الاستفهام، التى اُهديت إلى كتابتها حتى وإن لم تقدم أو تؤخر عند قارئها شيئا. من لا يسأل قلبه سيُسأل المعظم لم يجادل ذاته حول أفضلية الخيارين القادمين، بين ارتداء حلة ا...

فان جوخ ومعضلة النجاح الخفية

_نُشر في مجلة فنون_ "النجاح"  مفرد مرعب، من فرط هيبته تَفَرَعَت تعريفاته، وتَشَعَبَت توصيفاته، تَحَرَفَت معانيه، واُوِلَت غاياته. ماذا يعنى أن تكون ناجحا؟ أن تكون مشهورا؟ أن تملك القدرة لإعالة نفسك؟ أن تصبح مليونيرا؟ أم أن تفنى عمرك فيما تحب وتهوى؟ المجتمع بات يرى النجاح بطريقة، والنخبة تروج له بمنهاج آخر، بينما الفطرة مازالت تملك فيه الكلمة القاطعة. كثيرون من الفنانين نجحوا بالمعنى الذى يحترمه المجتمع، وقليلون منهم نجحوا وفقا لقوانين الطبيعة، ولكن الأخيرون عانوا أكثر، وُضِعَت تيجان الشوك على رؤؤسهم فى حياتهم، ومن ثم كتبت أسمائهم بالذهب فى مماتهم. من هؤلاء "فان جوخ" الرسام الذى غلبته طبيعته، فأهلكته فى محياه، وخلدته فى رقوده الأبدى.  "فان جوخ" الذى لن تقرأ عنه  لن أحدثك هذه المرة عن "فان جوخ" الفنان، عن التأويل الحاد لضربات فرشاته، ومحاولة توصيف الثقل والعشوائية التى تتسم بها ألوانه. وإنما سأتحدث عن صفاته الآدمية، وتكوينه الروحانى، والذى هو بالضرورة قد خدم مسيرته التشكيلية وساهم فى كونها استمرت من الأساس، لأن الظروف الحياتية ل "فان جوخ"...

الغولة والمغامر .. عن فن الأداء

_نُشر فى موقع الجزيرة الوثائقية_ شخصيتان كان من الضرورى أن يتم الحديث عنهما، بمعزل عن الأفلام التى لعبا فيها دوريهما. شخصيتان ملفتتان، كل منهما تملك أسبابا مغايرة للتفرد، وهذا أيضا واعز آخر للكتابة عنهما معا، على الرغم من عدم وجود رابط ملحوظ بينهما، سوى حداثة الأفلام التى قدمتهما والتى أُنتجت فى العام ذاته 2016. ولكن فى اختلاف منظور جمالهما، قد يسعنا بلوغ مفهوما ما بخصوص فن "التمثيل" عموما. "إيزابيل"من فيلم.." the light between oceans " أفضل دائما استخدام اللقبين "مشخص" و "ممثل". ليس لأنهما يعبران عن المعنى ذاته، ولكن لأن كل توصيف منهما يروج لخانة بعينها من الأداء، حالة مستقلة من شكل التجسيد. فثمة من يُشخِص، وثمة من يمثل، وحتى وإن كان الممثل عبقريا، يظل المشخص هو الأعلاه منزلة. و" alicia vikander " مشخصة من الدرجة الأولى، فنانة تجيد بلع الشخصية التى تؤديها برمتها، مضفية عليها من دمائها ولحمها تفاصيل قد لا تكون مكتوبة على الورق من الأساس. "alicia” لعبت فى فيلم " the light between oceans " ...