نُشر فى جريدة القدس العربى
JUNE 23, 2014
.................................................
«حافة الغد» لدوغ ليمان: الحكاية التي ستبدو منطقية وأكثر!
القاهرة ـ «القدس العربي» ـ من إسراء إمام: «سأقص عليك حكاية، في البداية ستبدو سخيفة، ولكن كلما أكملت حديثي ستكون منطقية أكثر» هذه هي الكلمات التي كان يرددها الضابط كايدج «توم كروز» كلما اضطرته الظروف أن يشرح حكايته لأحدهم، وهي أيضا الكلمات اللائقة للتعبير عن حالة فيلمه الجديد « The Edge of Tomorrow»، الفيلم الذي يتناول فكرة التحكم بالزمن، والتي سبق وخاض فيها قبله عدد من الأفلام، لدرجة كافية لصبغ الفكرة ذاتها بالرتابة والإذهاب بوهجها وأناقتها والإنبهار المترتب عنها، والذي يعمي أحيانا عن قصور خط سير معالجتها، وهشاشة بعض مواضعه.
في بداية مشاهد الفيلم قد يضربك سهم من الملل، تتسلل إليك بعض الانطباعات السلبية، تداهمك هذه الأجواء الخزعبلية غير المتناغمة (ملابس الحرب العادية أمام بذلات القتال المصفحة الإلكترونية، هذا العالم غير المألوف الذي يقحمك فيه الفيلم فجأة بدون سابق مقدمات) كل هذا يمثل سببا وجيها لكي تجزم أنك صوب حكاية تبدو من وهلتها الأولى سخيفة .
ولكن وللمصادفة الغريبة، يحدث ما قد وعد به الضابط كايدج فيما بعد، فكلما توغل بك الفيلم أكثر داخل حدوتته، لم تقف عند حد كونها منطقية وكفى بل يتبدى جمالها، وقدرة مخيلة صانعها على العناية بتفاصيلها، وتضمينها شيئا من الحميمية الإنسانية التي تدرأ عنها جحافة الطابع التكنولوجي، والذي يقف خاوي اليدين إن لم يدعمه مثل هذه الحبكة المنضبطة.
في بداية مشاهد الفيلم قد يضربك سهم من الملل، تتسلل إليك بعض الانطباعات السلبية، تداهمك هذه الأجواء الخزعبلية غير المتناغمة (ملابس الحرب العادية أمام بذلات القتال المصفحة الإلكترونية، هذا العالم غير المألوف الذي يقحمك فيه الفيلم فجأة بدون سابق مقدمات) كل هذا يمثل سببا وجيها لكي تجزم أنك صوب حكاية تبدو من وهلتها الأولى سخيفة .
ولكن وللمصادفة الغريبة، يحدث ما قد وعد به الضابط كايدج فيما بعد، فكلما توغل بك الفيلم أكثر داخل حدوتته، لم تقف عند حد كونها منطقية وكفى بل يتبدى جمالها، وقدرة مخيلة صانعها على العناية بتفاصيلها، وتضمينها شيئا من الحميمية الإنسانية التي تدرأ عنها جحافة الطابع التكنولوجي، والذي يقف خاوي اليدين إن لم يدعمه مثل هذه الحبكة المنضبطة.
عصفوران في اليد
في العادة الأفلام التي تتناول فكرة مثل إعادة الزمن، تعتمد عليها للنهاية، بمعنى ألا توازيها بما يدعو لتشتيت الإنتباه عنها، أو بالأحرى سرقة الأضواء منها، ولكن صانعي فيلم The Edge of Tomorrow كانوا أذكى من أن ينغمسوا في هذا الوهم، ووصلوا من النضج إلى ما ينمي ملاحظتهم بأن هذه التيمة وحدها لم تعد بنفس الوجاهة التي تمكنها من صناعة فيلما ممتعا ناجحا، وكانوا من الجرأة والثقة في أن يدعموها بتيمة أخرى تحتاج من الجهد ما يدفعها لأن تكون مستأثرة بأحداث فيلم بأكمله وحدها، وهي المحاكاة البصرية المطعمة بحدوتة شيقة منمقة الإعداد.
وما حدث في سيناريو الفيلم مزج مرهق ومُعَد بحرفية بين التيمتين، مطوعا بين يديه الإمكانيات البصرية لتخدم حدوتة خيال علمي لا تخلو من ملمح انساني بسيط له أثره وفعاليته.
ففي وقت حرب متطورة يخوضها الجنس البشري مع كائن غريب محتل، يتورط الضابط كايدج في خوض ساحة الحرب جاهلا بتقنيات القتال، ولكن يحالفه الحظ بإرداء أحد أجهزة العدو العصبية، مما ينقل إليه قدراتها المذهلة في التحكم بالزمن، وحينها الموت يكون آخر مخاوفه، لأن من وقت موته يسعه أن يبدأ يوما جديدا، بينما يبقى التحدي الذي يخوضه هو مدى الإستفادة من قدراته في سبيل التخلص من العدو.
وما حدث في سيناريو الفيلم مزج مرهق ومُعَد بحرفية بين التيمتين، مطوعا بين يديه الإمكانيات البصرية لتخدم حدوتة خيال علمي لا تخلو من ملمح انساني بسيط له أثره وفعاليته.
ففي وقت حرب متطورة يخوضها الجنس البشري مع كائن غريب محتل، يتورط الضابط كايدج في خوض ساحة الحرب جاهلا بتقنيات القتال، ولكن يحالفه الحظ بإرداء أحد أجهزة العدو العصبية، مما ينقل إليه قدراتها المذهلة في التحكم بالزمن، وحينها الموت يكون آخر مخاوفه، لأن من وقت موته يسعه أن يبدأ يوما جديدا، بينما يبقى التحدي الذي يخوضه هو مدى الإستفادة من قدراته في سبيل التخلص من العدو.
المعالجة
وعلى نفس المنوال، ينتهج السيناريو ذلك الحرص في معالجته صوب التيمتين، فالتيمة الأولى يمنحها تفاصيلها المنتقاة والتي تنفي عنها صفة التساهل واللامنطقية، فيضبط ايقاع كل إعادة حدث، ويعطي مبرررات ويقدم الكثير من الشروح لما يمكن أن يتوه في غمار خيط السرد المعقد. فمثلا عند عودة الضابط كايدج كل يوم بعدما يهرب لملاقاة المقاتلة ريتا «ايميلي بلانت» والتي تساعد على تدريبه لمجابهة الموقف بأكمله، يُبين السيناريو ما يواجهه من متاعب مع زملائه بعدما غافلهم وترك موقعه بينهم في الصباح، إنها تفصيلة قد لا ينتبه إلى إغفالها المتفرج بينما وقف لها السيناريو متيقظا كما وقف لغيرها، فمثلا تفاصيل الألاعيب الحسابية التي يقوم بها كل من كايدج وريتا حينما يعاودون معايشة موقف سبق وأن عاشوه من قبل في وقت القتال (كعد خطوات القدم وغيرها)، والتي برزت بقوة في مشهد اقتحام ريتا وكايدج لمكتب رئيس القوات وهم يتلاشون بأعجوبة ما وقعوا فيه من أخطاء سابقة قبل وصولهم إلى باب المكتب بسلام.
أما التيمة الأخرى، وهي كيفية خلق أسطورة مبهرة عن تفاصيل هذا العدو الذي يقفون أمامه في هذه الحرب المنهكة، واعتباره مجرد دماغ عصبي لها عدة رؤوس منها العادية وتسمى «حكاء» وأخرى مميزة والتي حالف كايدج الحظ ليقتل واحدا منها وتسمى «ألفا»، أما الدماغ بأكمله فيسمى «أوميغا» وهي بمثابة طوق النجاة الوحيد لإنهاء هذه الحرب في صالح البشرية، وباتصال كايدج عصبيا بها، هو الوحيد القادر على معرفة مكان تواجدها رغما عنها، والعزم على قتلها حتى وإن تراكمت المعوقات، وهنا كان تحدي الفيلم الأكبر، مدى ذكائه في خلق هذه المعرقلات ودعمها، تجديد دمها، وبث الحيوية فيها بما لا يتهاون للملل بالتسرب إلى أوقات المتفرج.
أما التيمة الأخرى، وهي كيفية خلق أسطورة مبهرة عن تفاصيل هذا العدو الذي يقفون أمامه في هذه الحرب المنهكة، واعتباره مجرد دماغ عصبي لها عدة رؤوس منها العادية وتسمى «حكاء» وأخرى مميزة والتي حالف كايدج الحظ ليقتل واحدا منها وتسمى «ألفا»، أما الدماغ بأكمله فيسمى «أوميغا» وهي بمثابة طوق النجاة الوحيد لإنهاء هذه الحرب في صالح البشرية، وباتصال كايدج عصبيا بها، هو الوحيد القادر على معرفة مكان تواجدها رغما عنها، والعزم على قتلها حتى وإن تراكمت المعوقات، وهنا كان تحدي الفيلم الأكبر، مدى ذكائه في خلق هذه المعرقلات ودعمها، تجديد دمها، وبث الحيوية فيها بما لا يتهاون للملل بالتسرب إلى أوقات المتفرج.
بين كايدج وريتا
وعلى الرغم من أن الفيلم لا يملك سوى ملمح انساني واحد، إلا أنه أجاد صياغته وانتزاع اطلالته من بين براثن هذا الصخب المجاور، فرسم العلاقة بين كايدج وريتا قوية رغم قصرها، ملهمة رغم صمتها، قال فيها الكثير من خلال لقطات قليلة، مكثفة ومختزلة، لم يتعمد أن يفصح فيها أكثر مما ينبغي، ومنحها في انغلاقها طابعا فضوليا محببا. لقطات صغيرة عمد إلى تكرارها، أفضت بحديث طويل له مدلولاته وانفعالاته مثل اللقطة التي رأى فيها كايدج ريتا للمرة الأولى خارج أرض الحرب وهي تمارس تمريناتها، واللقطات التي كان يراقبها فيها أثناء عملهم على كسب المعركة. بخلاف مشهد النهاية والمشهد الذي اعترفت له فيه بإسمها الأوسط «روز». إنها العلاقة الأمثل، التي إن اقتطعتها من سياق الفيلم بأكمله ستبقى متماسكة باقية على وقعها وملمحها.
آخر كلمتين:
ـ edge of tomorrow من أفلام التقنيات المباشرة التي لا تعتمد على الجانب التقني متكاسلة عن أي فعل آخر.
آخر كلمتين:
ـ edge of tomorrow من أفلام التقنيات المباشرة التي لا تعتمد على الجانب التقني متكاسلة عن أي فعل آخر.
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
تعليقات
إرسال تعليق