التخطي إلى المحتوى الرئيسي

the secret life of walter mitty ...حياة النصف

نُشر فى موقع مصر العربية
......................................................



إسراء إمام تكتب: الحياة السرية لـ"والتر ميتي"

إسراء إمام تكتب: الحياة السرية لـ"والتر ميتي"
أفيش الفيلم
يقول جبران خليل جبران " إذا رضيت فعبّر عن رضاك، لا تصطنع نصف رضا، وإذا رفضت.. فعبّر عن رفضك، لأن نصف الرفض قبول، لا تختر نصف حل، لا تحلم نصف حلم، فالنصف أن تصل وأن لا تصل، أن تعمل وأن لا تعمل.. النصف هو حياة لم تعشها"

ووالتر ميتى "بن ستيلر" ارتضى لمدة أكثر من ثلاثة أرباع عمره، أن يحيا بنصف قلب، يكبح جماح نفسه فى الواقع، ويطلق العنان لها فى مخيلته، يدفعها صوب حافة الحرية بشراسة بما يلائم عالمه المكبوت، إلى حد تقصلت فيه حقيقة ذاته إلى الصفر، اختار نصف الحل، فنفض يده عن رؤية المُشكلة، ومضى فى خطا مستقيما، مفتقرا نقطة البدء ومتعاميا عن النهاية. حياة "والتر ميتى" السرية هى نصف الحلم الذى لم يدافع عنه، إلا بنصف إرادة، فاستبقاه محاطًا بواقع لم يتعنت فى رفضه، فأبت الدنيا أن تقبله على مدد براحها واكتفت بأن تمنحه بعض العدم.

The secret life of walter mitty أو "الحياة السرية لوالتر ميتى" والفيلم الأخير للنجم بن ستيلر، هو فيلم إنسانى يحتمل على الرغم من بساطته مستويات عدة من الفِكر، والتجويد فى الطرح والتناول، إلى جانب لمحة الابتسامة المعهودة التى تُميز حضور ستيلر، وتتطور وفقًا لنضجه وتراكم خبراته، فما يصبغها ذلك إلا تألقا ورونقا فى محله.

الشخصيات:

ميتى رجل يبدو عاديًا، يشبه الكثيرين غيره، فى الشركة التى تقوم بإصدار مجلة "لايف" الذى يعمل هو معالجًا لصورها الفتوغرافية، بينما الحقيقة مغايرة، فهو شخصية شديدة الثراء، تحمل ماضيًا مشوشًا إلى حد ما، دفع بها إلى مزيد من التقوقع، ليبدو الواقع مزحة سخيفة بالنسبة لها، تعتاض عنه بالخيال، فتراه فى أحلك وأهم لحظات واقعة، تأخذه الغفلة ويغرق فى أحلام اليقظة التى ترضيه، منغمسا فيها عن ما حوله ومن حوله، ليصبح أحيانا مسختهم، وأخرى مصدر شفقتهم.

يحاول ميتى فى أول الفيلم، أن يُراسل الفتاة التى تعجبه على موقع انترنيت رغم أنها زميلته فى العمل، وعندما يخفق فى ذلك، يحادث أحد المسئولين فى الموقع. ثمّة تشبث ما يبقى فى نفس ميتى صوب الواقع، فهو لا يفتأ أن يحاول التواصل مع من يعجبوه، ولا يلبث أن يستميت فى محاولة تنفيذ ما يرغب به تحديدا، إلى حد أنه يهتم بالتحدث إلى مسئولى الموقع، وعندما يسأله الرجل عن إصراره على هذه الوسيلة فى التعرف على المرأة التى تشاركه عمله، يجيبه بسببا قد يبدو واهيا ولكنه متناسبا للغاية مع شخصية ميتى، فيخبره عن رغبته فى محاكاة كلمات أغنية ما يُحبها، فهو رغم كل المحاولات لا يزال أسير مخيلته، عنيدًا فى إرضائها، ولا يألف دونها سبيل. سِمة العند هذه تظل مرتبطة به طوال الفيلم، فهو عندما اكتشف أن الصورة رقم 25 فى الشريط الفيلمى الذى أرسله المصور  "شون بين" مفقودة، لم يستسلم بسهولة لكونها كذلك، بل أوصى مساعده بالبحث عنها أكثر من مرة، ومن ثم بدأ يتملى الصور التى أرسلها شون، لمعرفة مكانه، ومع ملاحظة أن كل هذه النيات فى البحث والتقصى كانت فى البداية بدون أدنى رغبة فى الانتقال أو السفر وراء "شون"، يمكن حينها الثناء على هذه الدقة فى الحفاظ على طبيعة الشخصية التى يمكلها ميتى فى الأساس من البداية، والتى لم يقم السفر والترحال فيما بعد إلا لإعادة اكتشافها ليس أكثر.

شخصيات أخرى برزت فى السيناريو، منها شخصية "شون" المصور الذى يحمل الحياة فى قلبه، فبالرغم من عدم ظهوره إلا فى الشطر الأخير من الفيلم، كان لذكره هيبة ما، تدل فى اختزال وافى عن ما يطويه بين ضلوعه من حيوية وطاقة، وبصيرة تخصه وتدفع به إلى أن يحيا بطريقة خاصة جدا، يعرف بها الطريق إلى نفسه، متصالحًا معها وراضيًا عنها، وبالتفكر فى تفاصيل شخصتي "شون وميتى"، ترى أن ثمة غيبيات لم تتطرق لها الكتابة بشكل مباشر فيما بين الشخصيتين، ولكنها تركت حيزا فضفاضًا ليتأملها المشاهد، فكل من الشخصيتين يحمل جانبا متشابها، قوامه الصخب وحب الحياة، ولكن تعبير كليهما مختلف، وفى الرسالة التى أرسلها شون إلى ميتى فى أول الفيلم، أثنى على طريقته فى التعامل مع صوره وتوظيفها طبقا للإحساس بموضعها الصحيح فى المجلة، فهل يمكن رغم عدم لقائهم على أرض الواقع لمرة واحدة، أن يكون شون قرأ ما فى نفس ميتى؟؟ هل كان يعلم بحقيقته على عكس الآخرون؟؟، ولهذا السبب قد كانت فعلته متعمدة فى أن يُخّبأ الصورة التى وصفها بالأهم، وهو يعلم أن ميتى سيُنهك نفسه فى البحث عنها ولن يستسلم بضياعها، وبالتالى سيبحث معها عن ذاته الفقيدة. على أي حال زيارة شون لمنزل ميتى، وفضوله فى معرفة المزيد عنه من أمه، ثمة دليل آخر على هذه القراءة التى تفيد بأن شون كان على هذه الدرجة من الوعى التى تمكنه من معرفة الحياة المختزنة فى قلب ميتى فقط من الطريقة التى يعتنى فيها بصوره.

شحصية تيد، المدير المسئول عن تسريح الموظفين بالمجلة عقب إصدار آخر عدد والذى من المفترض أن يكون صورة غلافه هى نفس الصورة المفقودة رقم 25، هذا المدير السمج الذى يُلقى بعض من سخفه فى وجه ميتى كلما تلاقى معه، فالطريقة التى قدم السيناريو الشخصية بها، ملفتة وتضعها فى موضع الأهمية منذ أول ظهور لها، غير العناية بتفصيلة اللحية التى تميز بها وجهه، وحسن استغلالها على الوجهين الكوميدى، والمعبر نوعا ما عن سلبيتها، ففى المشهد الثانى من ظهوره تراه يجتمع على أكثر من لقطة وبالتدريج مع شخصين يحملان نفس اللحية، فى دلالة كوميدية بأن الثلاث شخصيات يتقاسمون الرعونة ذاتها فى التعامل مع الأمور، وهى تفصيلة أيضا من التفاصيل التى تتواجد دوما فى أفلام بن ستيلر، تمييز الشخصيات السلبية بأمور بعينها، غريبة تصل إلى الفانتازية فى بعض الأحيان، وتدعو لمزيد من الضحكات، فتيد على الرغم من ظهوره القليل إلا أنه كان من الشخصيات التى نجح السيناريو فى تلميعها وتحقيق الغرض من وجودها على أكمل وجه.

بينما جاءت شخصية شيريل الفتاة التى تعجب ميتى، باهتة بعض الشيء ومتأرجحة فى سماتها، فتارة هى المرأة المتحمسة التى تعمل مع ميتى على حل لغز ضياع الصورة، وتارة أخرى هى الشخصية السلبية التى لا تحرك ساكنا عندما يختفى ميتى، فهى لم تهاتفه ولو مرة واحدة للإطمئنان عليه فى فترة سفره الأولى، وحينما هاتفها ميتى، بدت ردات فعلها فاترة، لا مبالية وإن كانت تحتفظ ببعض الابتسام والمزاح الأبد منه.
تفاصيل السيناريو:

السيناريو مادة ثرية جدا لتشابك الظروف والشخصيات، والقدرة على تعقيدها معا لبلوغ الغاية المرغوب بها، فميتى من البداية لابد وأن يوضع فى مواجهة قوية مع ذاته، لكى يتخذ الخطوة التى تنقل حياته من مستوى لآخر، ومن عند هذه النقطة فضل السيناريو أن يبدأ معك، فلم يطل عليك بمقدمات طويلة عن حياة ميتى، بينما اسطتاع أن يُضفر كل الخيوط ببعضها، فبالمشهد الأول إجتاز أكثر من نصف المسافة تقريبا، وعرفك إلى حياة ميتى التى تبدو عادية جدا، وقدم إليك بعض من تردده وقلة حيلته، ومن بعدها فى المشهد الذى تلاه، جمع بين نقيض مخيلته الثرية وبين واقع حياته الخاوى الغير مشجع لأن يدفع مسئولين الموقع من إعطائه رخصة التجاوب مع أحد عملائهم، لأن استمارة بياناته لا تزال بحاجة إلى التعديل فيما يخص خانة الإنجازات والهوايات وما إلى ذلك. كل هذا حدث وميتى فى طريقه إلى العمل، بأسلوب تنفيذ مُبهر ووافى مبتعدا عن الثرثرة، وعلى نفس المنوال بدت المشاهد التالية التى يصل فيها  إلى العمل، لتبدأ بسرعة عقدة الفيلم، وتبدو الصورة رقم 25 مفقودة، بالتوازى مع توضيح طبيعة أحلام اليقظة التى يحياها ميتى، ومع ظهور شخصيات أخرى، إنها حقا متوالية محسوبة، اختصرت المزيد من الحكى والسرد، وحققت قدر متميز من المتعة.

ولكن السناريو فقد شيئا من بريقه عندما قرر أن يقتطع رحلة ميتى، فى بحثه عن شون، ليعود بعدها ميتى ويصيبه بعضا من اليأس، ومن ثم يقرر أن يستأنف رحلته من جديد، أسباب توقف الرحلة من أساسها جاءت غير مقنعة، فهى أضرت بالتفاعل الذى شاركه المشاهد مع ميتى وهو يرى العالم ومن قبله نفسه، وأودت إلى شعور ما بتشتت خطة السناريو، وافتقاره اللياقة الازمة حتى النهاية، بالرغم من أن جعبته لم تكن خلت بعد. كذلك جاءت تفاصيل حياة ميتى السابقة مقتطعة وغير مبررة لا يسعك التجاوب معها، تماما كشخصية أمه وشخصية أخته فهم شخصيات هلامية أكثر منهم على وضوح كافى يفيد دراما الفيلم أو يعود بإنعكاسا ما على شخصية ميتى، حتى علاقته بهم بدت غير مكتملة، تشعر فيها بشىء من عدم الراحة أكثر من الألفة، ولا يسعك فى النهاية إزاءها أن تكّون أى نظرة متفكرة تخلص منها بمدلول ما. وجميل أن يتذكر ميتى رجل الموقع الإلكترونى الذى طالما تحدث معه ليكون أول المبرهنين على هوية شخصيته فى المطار، ولكن الغريب أن يجلسا معا فى مشهد طويل يتحدثان فيه سويا، لم يكن له أية أهمية، هذا إلى جانب إقحام اسم الكافيه الذى يجلسون عليه أكثر من مرة وكأنها دعاية مقصودة، الأمر الذى تكرر مع اسم محل البيتزا الذى كان يعمل فيه ميتى بطفولته. كل هذه المآخذ عرقلت السيناريو فى نصفه الثانى وأخذت من قوته.

الصورة:

جمال الصورة فى فيلم والتر ميتى ينبع من قدرتها على مجاراة النص المكتوب، فمنذ البداية، كتابة التترات تظهر مختلطة مع المناظر العادية التى تُحيط بميتى وهو ذاهب إلى عمله (كتابة على أرض الشارع وكأنها جزءا منه، على الكوبرى، وهكذا ..)، هى الأخرى بصريا تتشابه عليك لوهلة هل هى حقيقة تنتمى إلى الصورة، أما أنها تتمة كتابة أسماء صناع الفيلم. هى الأخرى تماثل حياة ميتى فى غموضها دوما بين حلم اليقظة وبين الحقيقة.

وفى اللحظة التى قرر فيها ميتى السفر لملاحقة شون، يمر لوهلة بأكثر من غلاف مُعلق على الجدار بينما يلهث، من بينهم غلاف يحمل صورته وقبلها غلاف مميز كُتب عليه (رحلة إطلاق صاروخ )، وعلى نفس المنوال وفى أكثر من موضع لحقت كادرات الفيلم على مستوى مضمونى أكثر منه فنى، لإتمام المعنى المقصود من النص .

هذا بخلاف لقطة تفتيش ميتى بالمطار، وهى اللقطة التى صُورت فى هيئة إشعاعية، وبطابع كرتونى مثير للضحكات ومبتكر جدا.
آخر كلمتين:

"إن الأشياء  الجميلة لا تضطر إلى لفت النظر إليها"، "أحيانا لا ألتقط الصورة أبدا، إن أعجبنى ما أرى أفضل الإنغماس والتماهى معه، فضلا عن أن تشغلنى عنه الكاميرا" جمل أكثر من بديعة، تفوه بها شون "شون بين" فى مشهد ظهوره الوحيد، والنفّاذ جدا فى صياغته، وتنفيذه، أما عن الأداء السلس الهادىء الذى أطل به " شون بين" فيطول الشرح .

كوميديا بن ستيلر دوما تأتيك على استحياء، فى مشاهد مثل وقوع ميتى فى المياه ومهاجمة أسماك القرش له، ومن قلبها مشهد الرجل السكير الذى يكون بصدد القيام برحلة خطرة بمروحية هيليكوبترية والطقس السيئ يُخيم. إنها النزعة الكوميدية التى تستلب ضحكاتك بصمت.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

"goodnight mommy"..أن لا تُبصِر بينما ترى

_نُشِر فى مجلة الثقافة الجديدة_ فى فيلم antichrist للمخرج "لارس فون ترير"، تبلغ البطلة الطور الكامل لنوبتها الإكتئابية، فيحل الوهم محل دماغها، ويوعز له بكل المُنكَرات، المُهلِكات، وفظائع الجُرم. تتحول تلك السيدة الرقيقة، واهنة الهيئة والقدرة إلى سفاحة متوحشة. يقودها الوهم إلى التمثيل بجسد من تحب، لتكن على يقين من أنه لن يُفارقها. تعتقد، وتمتطى إعتقادها إلى حتفها بنفس طيّعة. فما إن خَرِبَت رأسها، انتفت هويتها وضُلِلِ هواها. الوهم قتلها، وأمات الحب فيها وفيمن حولها. وفى حياة أخرى، موازية لحياة هذه البطلة المكتوبة فى سطور فيلم، شاهدتُ رجلا يحرص فى سيره، على أن يتحسس فى كل خطوة من خطاه الأرض من تحته. يومها، كنت برفقة زميل طبيب، وحينما رآنى وقد استغرقنى التحديق فى الرجل بإندهاش، أفادنى بأنها   إحدى أشكال حالة مرضية عقلية، تعرف بإسم" catatonia "، يتهيأ فيها للمريض أنه قد يفقد الأرض، لذا فهو يطمئن دوما لوجودها من تحته بتملسها كلما يُحرك قدما. وهماً آخر يدفع الحالات المتأخرة من نفس المرض، لأن تدّب فى مشيتها، ليسعها التأكد من وجود الأرض تحتها. الوهم أقصر الطر...

أضواء المدينة..الفيلم الذى يُضحِكك وإن ضَحك عليك

_نٌشر فى مجلة أبيض وأسود_ فى فيلم dangerous method 2011 يتبادل البطلان مناقشة شديدة الإيجاز حول مفهوم السعادة. فيقول أولهم: "السرور ليس بسيطا أبدا كما تعرفه أنت". فيبادره الآخر: "بل إنه كذلك، إلى أن نقر نحن بتعقيده". فيلم أضواء المدينة عام 1972 إخراج فطين عبد الوهاب وتأليف على الزرقانى، من الأفلام التى تؤيد الشِق الأخير من المناقشة، من الأفلام التى تمنح السعادة خيارا حقيقيا تطِل من خلاله ببساطة، ومن دون تكلف، أو محاولة زائفة للتحذلق والفلسفة المُدّعية. إنه الفيلم الذى ما إن تُعيد مشاهدته، تبتسم من مجرد ظهور تتراته، تستحضر معها روحه الخفيفة الطافية، وخيالات تلك الضحكات الماضية التى سبق وأن أغدق عليك بها.  تزورك لحظات البهجة التى خلقها خصيصا لك، وليس نظيرتها التى انخلقت فى مواقف مشابهة مع أفلام أخرى وفقا لظروف معينة، ملائمة لصناعة البهجة. أضواء المدينة هو الفيلم الذى يُضحكك ببساطة وإن ضحك عليك. سيناريو الحدوتة تبدو تقليدية، اعتدناها من السينما المصرية فى وقت سابق، ولاحق أيضا. ولكن ما ابتدعه السيناريو هنا، ابتكار مدخلا مختلفا آمنا، يسعه مجاراة دراما ...

"قنديل أم هاشم" .. مفهوم غير آمن للإيمان

_نُشر فى مجلة الثقافة الجديدة_ فى فيلم the skeleton key تظل البطلة تردد بهيستيرية " أنا لا أؤمن، أنا لا أؤمن، أنا لا أؤمن" ولكن صوت داخلها يجهر بنقيض ما تصرخ به تماما، إنها تؤمن بالفعل، تؤمن أن السيدة العجوز التى تمارس عليها إحدى تعاويذها، ستتمكن من أذيتها فى آخر الأمر. تؤمن بالسحر الأسود، الذى لا يمكن أن تطال يده أحدا إلا إن كان مؤمن بوجوده وأفاعيله. و"يحى حقى" فى رواية قنديل أم هاشم تطرق لمفهوم الإيمان، خاض فى جانب غير آمن منه، جانب يبعث على الحيرة، ويشير إلى وجه آخر من وجوهه الداعية إلى القلق. فـ "الإيمان" كلمة ما إن ذُكِرت فى أى تراث، يحضر معها شرطيا شعور الراحة والسلام. ولكن الحقيقة ليست مثالية إلى هذا الحد، فـ "الإيمان" أحيانا قد يكون نقمة، قد يكون كُفرا موازيا بما يجب أن نؤمن به. فبطلة the skeleton key فى واقع الأمر لم تؤمن بالسحر، بقدر ما فقدت إيمانها بالرب. ومن هذه النقطة سيبدأ كلامنا عن فيلم "قنديل أم هاشم".. الفيلم الذى أعد السيناريو له "صبرى موسى"، ليطل على شاشة السينما بكل هذه التعقيدات الفكرية ال...