التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من 2016

قبل زحمة الصيف...لم يكن إلا اللاشيء!

_ نُشر فى جريدة الصباح_ قبل زحمة الصيف، فى قرية نائية بالساحل الشمالى، يجمع القدر كل من "هالة" المطلقة التى تأكل الوحدة من جسدها وجمالها، "يحيى" الزوج المُهدَر رجوليا فى علاقة زوجية انتهت صلاحيتها الجنسية، و"جمعة" الشاب الفائر، المحموم بطاقة تفوق واقعه وقدراته. الثلاثة يجلسون على المائدة ذاتها من الرغبات. فلا يحول بينهم مركز إجتماعي، أو خلفية ثقافية. يُأهبنا السيناريو _بعد ربع الفيلم تقريبا_ لنعى أننا أمام حالة مجردة، الحدث فيها لا ناقة له ولا جمل، اللهم لا أعتراض أبدا على هذا الشكل من المعالجة الدرامية، فهو فى حد ذاته فكرة قيمة، وعلى الرغم من أن عدة أفلام تناولته قبلا، إلا أنه احتفظ بخصوصيته، ولم تطاله يد الاستهلاك بعد. بخلاف أنه شائع جدا على المستوى الأدبى، فكم من الروايات التى ارتضينا أن نركب رجلتها دون أن نسأل عن وجهة أحداثها. ولكن؟! دعنى أتذكر معك عزيزى القارىء، آخر رواية قرأتها تنتمى إلى هذا النوع من السرد. حاول أن تُفَنِد المشاعر التى اختبرتها معها. إنها بعض من الشغف، الاستغراق، المتعة، اللهاث، الشبع. وإن تمعنا هذه الأحاسيس المختلطة كانت، أ...

عادل إمام..الزعامة من دون معادلات

_ نُشِر في الجزيرة الوثائقية_ " ماينفعش أطلب من كاتب إنه يكتب فى موضوع ما، هو اللى لازم ينفعل باللى بيكتبه، ولما يجيبهولى لازم أنا كمان أنفعل بيه. آه ممكن أقول لواحد نجار أنا عاوز الكنبة دى تبقى بالطريقة الفلانية، اعملى إيديها مش عارف إزاى، لكن ماينفعش أقول لواحد سيناريست بيفكر، اعملى ده واعملى ده" قالها عادل إمام عام 1990، ردا على سؤال الاعلامية سلمى الشماع حول رغبته بالعمل على موضوع بعينه، وعما إذا كان يمكنه طلب ذلك من سيناريست ما. وفى عام 2013 قاطع حديث مستضيفه أشرف عبد الباقى، حينما كان يعدد أنواع الكوميديا فى أعماله (كوميديا سودا، كوميديا فارس) فقال بحسم " الكوميديا هى الكوميديا يا أشرف، بلا كوميديا سودا بلا بيضا، الكوميديا هى الكوميديا". بتأمل التصريحين، نجد أننا أمام فنان يعمل ويفكر وفقا لما يمليه عليه شعوره. ففى التصريح  الأول، يمكن لأي ممثل قد يُسأل حول رغبته فى تقديم موضوع بعينه، أن يجيد التعبير وصولا لإجابة نموذجية، ترضى غروره كمؤد، يطمح فى أداء شخصية مركبة صعبة، أو يجاوب من منطلق سلطته كفنان يملك القدرة على تطويع المواضيع التى يقدمها، بل ويخلقها من العد...

the danish girl .. عن فتاة لا تخجل من غريمتها!

_ نُشر فى مجلة سينماتوغراف_ تقول “جيردا” لرجل ما يتموضع منزعجا، متوترا، أمام فرشاتها وألوانها لترسُمه.. “من الصعب أن يألف الرجل تطُّلُع امرأة إليه، لقد اعتادت النساء أن تفعلها لى، ولكن فى حالة الرجال المسألة مختلفة”. تصمت قليلا، ثم تضيف بقسمات متعنتة “على أية حال الأمور ستكون ممتعة بالتأكيد حينما، لا تجد مفرا سوى الخضوع لها”. بعدها، يهم كلب “جيردا” بالتحرك، فتشير ناحيته بحسم، قائلة “اجلس”، فيفعل الكلب منصاعا، مذعنا. هذه هى “جيردا” امرأة ترسم، تقود، وتجيد المُبادرة. متزوجة من “إينار إيجنار” التشكيلى المُنافس لها بجدارة مهنيا، أما (حياتيا) فسنتحدث عنها لاحقا. Danish-Girl-The-poster ثمة فيلم اسمه “ the Danish girl ـ الفتاة الدنماركية” يحكى عن حدوتة “إينار إيجنار” الرجل الذى تألم من تشوش هويته الجنسية. أما أنا ففضلت أن أبدأ مقالى بالحديث عن “جيردا”، متجاهلة كون “إينار” الشخصية الرئيسية فى فيلمه، لأن فى الحقيقة “جيردا” لم تكن فقط شخصية أساسية فى فيلمه وكفى، بل فى حياته كلها. فبفضل “جيردا” عانى “إينار”، ولولاها أيضا لم يكن ليبلغ حافة الكمال. سأسارع بتوضيح هذا اللغز عزيزى القارى...

Bridge of spies ... ملحمية كلاسيكية حديثة

_ نُشر فى الجزيرة الوثائقية_ ثمة مهابة لأفلام الإنتاج القديم، دسامة لا تقوى على مجاراتها السينما الحديثة، مهما بلغت ذروة جودتها، ورنة ألقاب صانعيها. أجواء بعينها تستدعى حنينا خاصا، وشغفا يدفعك ليلة ما إلى إعادة مشاهدة فيلم منزوع الألوان، مُعنوّن بتاريخ عتيق. فيلم Bridge Of Spies 2015 يملك هذا السحر، ما إن تبدأ مشاهدته حتى تنجر إلى هذا العالم الذى كان، مأخوذا بنكهة كلاسيكية خفية ومُحرِّضة. والحقيقة أن الأمر لا يرجع سببه إلى نوع الحقبة التى يخوض الفيلم أحداثها، وإنما يرجع إلى بصمته القوية، هالته المُلهِمة التى تلاحمت كافة مجهودات صانعيه لكى تبلغ بها هذه الصورة، وتتمها على تلك الحالة التى تغازل الماضى سواء على مستوى الامتياز، أو المزاجية. فيلم Steven Spielberg الأخير رائع بما فيه الكفاية، يحمل كل ما يمكن أن تنطوى عليه جعبة الفيلم الذى يستحق أن يعلق بذاكرتك إلى الأبد، تلمح شخصياته يمرقون بين الحين والآخر على واقعك، ولسانك يُردد دوما مقتطفات بذاتها من حواره.   قضية مسيسة إنسانيا إنها الحرب الباردة بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتى، وقتما انتشر الجواسيس على ...