_ نُشر فى مجلة الثقافة الجديدة_ تأوهات موجعة تتقافز من شريط الصوت، بينما الكاميرا تحدق منحدرا مهيبا يمتد إلى ما لا نهاية، تضع الفتاة التى تتعالى صرخاتها فردة حذائها إلى جانبها، ومن ثم تنشغل عنها بأظافرها المهترئة النازفة، والنافرة من أصابعها موشكة على الإنخلاع. تعوى متألمة تارة أخرى، ومن ثم ترمى بكفها فى تعنت ناحية الظفر المتدلى الدامى، وقد قررت أن تنزعه وهى تقول " حسنا، أفضل أن أكون مطرقة بدلا من مسمار". ثمة أفلام لا نكتب عنها لكى نمارس فعل الكتابة ذاته، وإنما نكتب عنها لنتعلم، لنبقى معها على الورق أمد أطول، لتنفتح علينا أكثر، وتمنحنا أسرارها حينما نعاود مشاهدتها بأقلامنا مرارا وتكرارا. ثمة أفلام لا نندمج معها بإختيارنا، تأخذنا هى لمنطقتها قبل أن نراها نحن من زاوية رؤانا المفضلة. تُفصّلنا أمام أنفسنا، قبل أن نعمد إلى تحليلها. شيريل ستريد فتاة قررت أن تجابه ظلام حياتها بالتوحد مع الطبيعة، مشت بمحاذاة المحيط 1100 ميل، لكى تقهر كوابيس أيامها التى بدأت. رمت بنفسها فى الخلاء الموحش، لكى تأتنس بما فقدته منها تارة أخرى، تجده فيها، وتنفض عن كاهله متاعب تخليها عنه. تلملم...