_ نُشر فى بوابة روزاليوسف_ الأسوأ من انتفاء الموهبة، الكُفر بالذات. لا يكفى أن يكون أحدهم صاحب موهبة، وإنما ما يبقى له مع أقرب أزمة هو إيمانه بها. وأحمد مكى نموذج للفنان الذى يتنصل من موهبته دوما عند أول مطب. لا يؤمن بها بالقدر الكافى، ويتطرف كليا فى التصالح معها، أو مجافاتها. فهو الكوميديان الوحيد تقريبا، الذى يرتفع بأسهم شطحاته خارج نطاق تفكير السوق تارة، بينما يخشع تحت قدم الفكر المتداوَل فى الإضحاك تارة أخرى. مكى منذ بداية عمله السينمائى إختار أن يقدم فيلم " الحاسة السابعة". الفيلم الذى حتى وإن بقى مكى خلف كادراته كمخرج، يظل متخما لآخره بخِطط إفيهاته، وتكوين مواقفه الهزلية، تحريك شخصياته، وخلق المفارقات الملتبسة لغويا وسرديا بحثا عن الضحكة. فهو ككوميديان عموما يحمل أسلوبا متميزا، ملحوظا، تستطيع التعرف عليه سريعا وبغير جهد. فإن راقبت قوالب صياغة الإفيه فى الحاسة السابعة، اتش دبور، طير انت، لا تراجع ولا استسلام، الكبير. ستجدها متقاربة لدرجة بينة، ولا فارق إن كان مكى خلف الكاميرا أم أمامها، فبوجوده تتأكد لمحات شخصيته الكوميدية، وتفرض ذاتها دون فرد ذراع على كافة عناصر ال...