_نُشِر في موقع عين على السينما_ ثمة أفلام، لا تكتفى بكونها مجرد أفلام. الجمال فيها لا يتأتى من سينمايئتها، ولا من قدر جودتها، لغتها، أدواتها، مفرادتها، وكيانها الملموس. وإنما تُنهكك بحالتها دُفعة واحدة، تُنهيك وتُلهيك، لا تحول بينك وبين رؤية عثراتها، وإنما حتى فى ذلاتها تبدو ساحرة، مُربكة، مُهلِكة. أفلام تهبُك قطعة من قلب الدنيا. تأخذ بيدك لمضيق متوارى لم تطأه قدميك من قبل. تُعرى لك حقيقة من حقائق الإنسانية، وتصيغ على يدك نوعا مغايرا من الصراعات النفسية. أفلام تصنع منطقها، تملك هويتها، ومساحتها الظليلة التى تنتشلك إليها. أفلام لا تدّعى عليك، ولا تغالى فى دعوتك. هى فقط تبدأ بالحكى، وتترك لك الخيار لتتبع ذيلها مشدوها، ومندوها من تلقاء نفسك. "سحب سيلس ماريا" THE CLOUDS OF SILS MARIA للمخرج أوليفييه أاسايس واحد من هذه الأفلام صنعه اسايس من لحمه ودمه، كتبه وأخرجه وأخلص فى عشق حدوته، فباتت صادقة بما فيه الكفاية لتتحدث عن نفسها. الفيلم يصيغ معالجة غاية فى التعقيد، تتسم بنزعة متاهية، حول إمرأة قرر الزمن مواجهتها بقسوة. ممثلة تضع نفسها فى ورطة ح...