التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من مايو, 2015

THE CLOUDS OF SILS MARIA .... نهم المعاناة

_نُشِر في موقع عين على السينما_   ثمة أفلام، لا تكتفى بكونها مجرد أفلام. الجمال فيها لا يتأتى من سينمايئتها، ولا من قدر جودتها، لغتها، أدواتها، مفرادتها، وكيانها الملموس. وإنما تُنهكك بحالتها دُفعة واحدة، تُنهيك وتُلهيك، لا تحول بينك وبين رؤية عثراتها، وإنما حتى فى ذلاتها تبدو ساحرة، مُربكة، مُهلِكة.   أفلام تهبُك قطعة من قلب الدنيا. تأخذ بيدك لمضيق متوارى لم تطأه قدميك من قبل. تُعرى لك حقيقة من حقائق الإنسانية، وتصيغ على يدك نوعا مغايرا من الصراعات النفسية.   أفلام تصنع منطقها، تملك هويتها، ومساحتها الظليلة التى تنتشلك إليها. أفلام لا تدّعى عليك، ولا تغالى فى دعوتك. هى فقط تبدأ بالحكى، وتترك لك الخيار لتتبع ذيلها مشدوها، ومندوها من تلقاء نفسك.   "سحب سيلس ماريا" THE CLOUDS OF SILS MARIA للمخرج أوليفييه أاسايس واحد من هذه الأفلام صنعه اسايس من لحمه ودمه، كتبه وأخرجه وأخلص فى عشق حدوته، فباتت صادقة بما فيه الكفاية لتتحدث عن نفسها.   الفيلم يصيغ معالجة غاية فى التعقيد، تتسم بنزعة متاهية، حول إمرأة قرر الزمن مواجهتها بقسوة. ممثلة تضع نفسها فى ورطة ح...

Deconstructing harry....مأساة بطعم الفكاهة

نُشر فى مجلة أبيض وأسود (عدد إبريل) ............................................................ ...........................................

ذاكرة ماركيز لغانياته الحزينات (هواجس الحب، الكِبَر، والموت..بين الحكى والشوف)

_نُشر فى موقع روزاليوسف_ رجل على عتبات عامه التسعين، أخفق فى الحب كمن حرمته فوبيا المرتفعات من التحليق، أدمن العاهرات كمن يفنى رئتيه على دخان سجائره، احتُبس داخل الذكرى فأكلت واقعه لآخر رمق. قولب خِصاله بين جلد بشرته وضربات قلبه، وعاشر العالم بروح خاوية منه. هذا الرجل المُربِك والمُربَك قرر فى يوم ميلاد عقده التاسع أن يقضى ليلة حب مع عذراء. المفرد الأنسب للفعل الماضى فى الجملة السابقة، "صمم" "تعنت" "عزم" فهى كلمات أليق بنبرة صوته الحاسمة وهو يأمر "روسا كاباركس" مديرة بيت المتعة أن تجلب له فتاة لم يطأ الجنس جسدها قبلا، يقول فى قطع " إنها مسألة حياة أو موت". السطور السابقة تحمل فى جيوب كلماتها حيوية ملحوظة، شد وجذب، كر وفر، فضول، شغف. كل هذا لأنها معنية بوصف حياة رجل لم يكن سعيدا أو حزينا، راضيا أو ممتعضا. وإنما مغمورا من كل حال بنفحة، لم تركد مياه وقته وإنما تغلى تحت شعلة الإستكشاف، القدرة على الرفض، وهبة القبول الغير مشروط بزمنه المناسب. رجل صفة الجمال فى حياته تأتى من بشاعتها... قلم ماركيز، محنك، خبيث لدرجة قادرة على صياغة هذه ا...

كوبريك وبولانسكى ومدرسة صناعة الشويق بين فيلمين

نُشر فى موقع عين على السينما  قد لا يتشابه موضوع الفيلمين، ولا تتماس طريقة تنفيذهما تحديدا إلا فى نقاط طفيفة، بينما يبقى المِنهاج واحدا، والأجواء لها مبدأها الواعى الرصين، لا تُحيد عنه، ولا يتوه منها. تطبخه على مهل، بمزاجية حِرفى، ورائقية صانع سينمائى كُفء. مدرسة مغايرة، اللقطة فيها لا تنطوى على ما يثير قبضة النفس، وإنما يبلغ بها ذروة الشغف، يموضعها فى مكان محدد من الذاكرة، لا تخرج منه أبدا. لقطة خُلقت لتبقى، لم تولد كى تمارس الفزع، بينما ولدت كى تخلق منه شهية سينمائية لا ترتبط بالضرورة بفن الرُعب.   مدرسة تواطأت فيها كافة العناصر لغزل حدوتة غريبة الأطوار، نُسجت بعين مخرج يضع الأسلوب فى مقامه الأول، فبدت ألاعيبه وحيله السينمائية أقوى فاعلية من سحر الحكاية ذاتها. فيلمان كل منهما يقوم على أصل أدبى، وفى كل منهما تنتفى لعنة سطوة هذا النص الأدبى، تستبقه الحالة السينمائية، وتتبدى هى الأزهى والأقيم من كل شىء .   السيناريو فى فيلم "البريق" The Shining ، يعتمد كوبريك فى بناء السيناريو، على التباطىء فى تقديم الحدث، على الرغم من دخوله فى صلب الموضوع رأسا، إلا أنه إختار ...

مأساة كاميل كلوديل بين البوح والصمت السينمائى

نُشر فى موقع كسرة  على عكس ما قد أقر به نجيب محفوظ في مقولته “العاشق لا يتعب”، تأتي قصة المثّالة الفرنسية كاميل كلوديل، التي لم يمنحها العشق سوى التعب، السقم الذي لن يحل بعده شفاء أبداً. حدوتة كاميل كلوديل هي المحاكاة الأقرب للقصص الحياتية المفرطة في فجاعتها، إلى درجة يقف عندها الذهن مشدوهاً، لا يقوى على مجاراة تخيل هذه الحياة الممسوخة، وكأن ثمة بقية يخبئها لنا التاريخ لم يعبأ بسردها بعد. هل ارتضى لها القدر بالفعل هذه الحياة المنقوصة؟!   مأساة كاميل كاميل التي ولدت وسط عائلة أرستقراطية في فرنسا عام 1864، وثابرت تدافع عن موهبتها في فن النحت أمام امتعاضات والدتها الدائمة، مطمئنة بدعم والدها المؤمن بتفردها وقدرتها على تحقيق ذاتها. إلى أن قادها حظها العاثر لمقابلة المثّال أوغست رودان، لتتورط معه في علاقة عشق موغلة تفقدها القدرة على التوازن، لدرجة تتماهى فيها هويتها وموهبتها في غمار المشكلات التي تدرها عليها هذه العلاقة المشؤومة، سواء على صعيد سمعتها ورضاء أبويها أو من ناحية إهمالها لعملها، وشعورها بالانحطاط مقابل إيثار رودان للإبقاء على رابطته مع زوجته بدلاً من أن يتزوجها...