_نُشِر في الجزيرة الوثائقية_ (المقال الثالث من سلسلة مقالات ملهمون من دفتر السينما) دفتر السينما قدم عدد من الملهمين المتعَمِدين، المُتَقصِدين ممارسة هباتهم فى تحريك المياه الراكدة، الحريصين على كل ما يخلفونه ورائهم من ميراث مكتظ بالتمرد على قبح العالم، وقد سبق وأفنوا أنفسهم يوما فى مواجهة كل شرور وغرور البشرية، حينما قرروا أن يسلكوا الدروب الأكثر آدمية، حتى وإن لم يُتفق عليها، أو يُعتَرَف بها... هؤلاء الذين أحكى عنهم، ملهمون، نحن نعرف عنهم، وهم أيضا يعرفون، لديهم الإدراك بكونهم كذلك، ليس تباهيا، وإنما يقينا فى صحة ما يدعون إليه وما يعتنقونه من صدق وتحريض على معرفة الحقيقة. ولكن ثمة نوع آخر من الملهمين، وهم الذين لا يعرفون أنهم كذلك، لايتورطون مع أنفسهم، بقدر ما ينخرطون فى أعمالهم، ولا يفكرون بأثر ما يفعلونه على من حولهم سواء داخل محيط محدود فى توقيت حالى، أو خلال حيز آخر أكثر فضفاضية فى زمن قادم. ومن دفتر السينما أيضا سنتحدث عن شخصيتين سنيمائتين من ذلك الطراز الأخير، طراز المُلهمِين المُتسغرقين فيما يقومون به، والذين وإن حسبوا أنفسهم مجرد مُنقذين، فهم رغما عنهم سيظلوا شخصيا...