نٌشر فى جريدة القدس العربى
........................................................
FEBRUARY 25, 2014
........................................................
‘نبراسكا’.. إنعكاس جديد لصورة المرآة
سيناريوهات صامتة لواقع شاحب
إسراء إمام
تبقى السينما الإنسانية صاحبة البصمة الأقوى، لأسباب عدة، من ضمنها تلك الجرأة التي تملكها في أن تطل علينا بمواضيع تبدو تقليدية، مواضيع عنا، عن تكوين نملكه، وحياة تحاوطنا، ولحظات لابد وأن نشتبه فيها، ونضبطها مختبئة في مفكرتنا اليومية، وفي الوقت ذاته، لأنها الأصعب، والأكثر عُرضة لبذل مجهودا أقوى وأعنف، فمن المُرهق أن تنظر الى نفسك في المرآة في كل مرة بعينا أخرى، منظورا آخر، ورؤية لا تشابه نظيرتها الماضية، شيء من المثابرة ستحتاجه حينما تعاود النظر الى صورتك المعكوسة، نوع من التدقيق، والتمحيص الذي قد لا تقوى بصيرتك على إلتقاطه، وذهنك على تتبعه.
وهاهو اليكساندر بن يعود بحكبته الإنسانية البحتة ‘نبراسكا’، والتي تحاكي منهجيته المعهودة في تشريح مواقف حياتية قد تبدو عادية، ينبش فيها عن لحظات متوارية تعيد وصل الماضي بالحاضر، لتخلق شخصية مكتملة، وحالة دسمة تدعو للتأمل، تثير من الشجن المقدار ذاته من الإبتسامات.
ففي الوقت الذي تتبارى فيه سينما الإبهار التكنولوجي، واستغلال التقنيات، يأتي نيبراسكا بألوان الأبيض والأسود، وايقاع رشيق مشدود، وصورة رصينة متمهلة، ليبرهن على أن البساطة لا تنفي أبدا الإبداع .
طبيعة الطرح
بمعالجة ملساء متألقة في هدوئها ونعمومتها، يتطرق السيناريو لحلم بات المتنفس الوحيد لصاحبه الكهل، الذي آمن بصدق إعلان كاذب أوهمه بأنه فاز بمليون دولار، إن أراد الحصول عليها توجب سفره الى نبراسكا لاستلامها من هناك، لتُختزل منذ هذا الحين حياة العجوز بأكملها حول رغبته في التحصل على ملبغ جائزته، لدرجة دفعته للخروج يوميا، والسير على الطرقات السريعة إمعانا في الوصول الى مبتغاه، ليحقق أمنيته ويصبح مليونيرا. وأمام هذيان الأب، يُذعن ابنه الأصغر لمطلبه، ويبدأ معه الترحال كنوع من التعزية عنه ومؤازرته بشكل أو بآخر، إنها نزعة الترحال التي سبق وارتأيناها في فيلم ‘ about shmidt’ لنفس المخرج، والرحلة التي تتكشف فيها أشلاء الشخصيات، ويتمخض عنها عدد من المفارقات، ويتكثف فيها مقدار وفير من المشاعر، ولكنها هنا في نبراسكا أكثر تألقا ووميضا، عن سابقتها، سواء على مستوى تعدد الشخصيات واتساع العمق الذي تحمله بداخلها، أو على مستوى البناء والسرد وبلوغ المبتغى الدرامي بأكمله.
فسيناريو نبراسكا يتوسع بجرأة في تناول شامل لشبكة علاقات كاملة، بين أسرة العجوز وودي ‘بروس دين’ وبعضها البعض، وبين تلك الأسرة ذاتها مع أقرباء الأب وأصدقائه، كل هذا يمثل جانبا واحدا من جوانب الدراما التي يطرحها الفيلم، والتي تنخرط على صعيد آخر مع إحساس كل شخصية على حدة، وفي الوقت ذاته، تجُسد الهوة الملحوظة بين جيليّ الآباء وأبنائهم في قالب عفوي متمم للدراما الإنسيابية التي على الرغم من غزلها المتقن نشعر فيها بالارتجال .
فمن خلال كل ما سبق يتم التعبير عن قيمة هذه الجائزة المزعومة بالنسبة للأب العجوز، وهذه هي الدعامة التي شدت من أزر طرح السيناريو، الذي آثر أن يتشعب أفقيا في التناول ليعود ويعكس كل تدقيقاته على الخط الأساسي الذي يتمثل في حُلم العجوز وجائزته، لنجد أنفسنا تدريجيا متورطين في ذات الشعور الذي يربطه بجائزته، كلما اتسعت دائرة الضوء على الأشخاص والظروف المحاوطة بماضيه وحاضره.
الشخصيات
على الرغم من أن شخصية وودي هي الشخصية التي يدور حولها الحدث الرئيسي، إلا أنها أكثر الشخصيات التي تتماهى مع المساحة المتخفية من المعالجة، والتي فضل السيناريو عندها أن يلتزم بالصمت، فتجد وودي على الرغم من وجوده الدائم في أغلب مشاهد الفيلم، شخصية غيبوبية لا تجيد التعبير عن ذاتها، نلتقط المعلومات عنها من أفواه الآخرين، ولا يتضح من ردات فعلها عن تكوينها سوى العند والجموح والإصرار، بينما من النظرة الكُلية التي قدمها السيناريو عنها، نجدها في ماضيها تتناقض مع الصورة التي تظهر بها في حاضرها، فهي في السابق كانت تؤثر السلامة في كل الأحوال، فوودي قديما لم يقو على اختيار إتمام حياته مع السيدة الرقيقة العذبة التي تتلاقي مع تكوينه، في الوقت الذي خضع فيه للزواج من سيدة أخرى حادة الطباع لم تلائمه أبدا على ما يبدو، ولم يجترأ على تنفيذ قرار أخذه بهجر زوجته في وقت لاحق، وأجاد التأثر بنصيحة صديقه في الحفاظ على زواجه، وأفسح مجالا لنفس الصديق لأن يسرق منه ضاغط الهواء الخاص به باسم استعارته لمدة اربعين عاما لم يفكر فيها في ارجاعه. إن جائزة المليون دولار بالنسبة لوودي لم تكن إلا فرصة لاستعادة جزء من نبرة اعتراض خانته طوال سنوات مضت، طريقة يُعيد بها الزمن ليرى نفسه قادرا على المواجهة، ومتشبثا الى حد الهوس بالحُلم، أيا كانت هويته، هي مسلك آخر يستعيد من خلاله القدرة على الإيمان بأي شيء والإستماتة في الدفاع عن هذا الشعور في حد ذاته.
شخصية الإبن الأصغر هي الشخصية الأكثر تفاعلا مع الأب، ربما لأنها تشبهه بعض الشيء في شبابه، فهي توازي نفس تصرفاته السلبية، فـ ديفيد ‘ويل فورت’ مازال يقف موقف الحائر من علاقته بحبيبته التي تبدو أنها تحبه ولكن فاض بها الكيل من تردده حيال اتخاذه خطوة حقيقية تجاه علاقتهما، فهو ينسى حتى أن يُسقي النباتات التي يضعها في منزله. ربما الرحلة التي اصطحب فيها والده لم تكن إلا هروبا من واقعه المقيت الشاحب، فحتى مهنته يبدو أنه غير متأقلما معها الى حد بعيد، فكل شيء في حياته يقف في منطقة الظل، لدرجة تدفعه أن يتحجج بتعاطفه مع قضية والده والانغماس فيها الى حد القيام بهذه الرحلة المضمون إخفاقها.
أما شخصية الأم، فهي الشخصية الأكثر مدعاة للتفكير، نراها شخصية تميل دوما للانتقاد، متطرفة المزاج، قادرة بشكل أو بآخر على المواجهة بمنطق لاذع يصل الى حد الوقاحة أحيانا، من الوهلة الأولى يُمكننا أن نُخمّن أنها أحد أسباب خيبة أمل وودي في الحياة، ولكن مع مرور الوقت وتتابع الرحلة، نلمسها الأجدر على حمايته من أقربائه الغريبي الأطوار، فهي التي تقف أمامهم في المشهد الذي يتكاثرون فيه على ولديهما مطالبين اياهم بنصيبهم من الجائزة التي يحصل عليها والدهم، ليلتزم كل منهما بموقف العاجز، بينما تزأر الأم بكلمات بذيئة في وجه هؤلاء المتبجحين قادرة على اسكاتهم جميعا، وعلى الرغم من أننا في مشهد سابق قد يصيبنا بعض الاشمئزاز من الطريقة التي فضلت بها أن تتحدث عن موت عائلة زوجها، لكن تصرفاتهم اللاحقة تجعلنا نفطن أن لهجة الأم لم تكن قاسية بل كانت الوسيلة المناسبة طوال سنوات مضت لصد هذه السخافات عن كتف رجلها المسالم.
بين جيلين
ينحاز الفيلم في وقت ما الى محاكاة عقلية الأم والأب والأقارب الأكبر سنا، فنراه وبشكل لم يتعارض مع الطرح الأساسي، يستبين حالة التناقض ما بين جيل الأبناء وجيل الكبار، بعقليتهم المُجمدة التي وقفت عند حدود مشاهدة التلفاز والجنوح الى الصمت، والتفاعل المتباطىء في ردات الفعل، في مشاهد ليست بكثيرة أو مقحمة، وإنما أضفت على ذلك الجزء الذي التقت فيه العائلة بأكملها جزءا من التلقائية المُثبتة لقدم المُشاهد فيما يحدث بشكل أكثر فاعلية.
وقد يكون الأبيض والأسود الذي كسا الشاشة وسيلة للذوبان مع الصورة التي بات يراها هؤلاء للعالم من حولهم، قاتمة بعض الشيء ولكنها مازالت تمتلك حميمية خاصة لا يُعبر عنها اللون .
آخر كلمتين :
ـ لم يتخل اليكساندر بن عن مسحة الكوميديا التي يجيد مزجها بدراما أفلامه، ويتعنت في كونها خادما جيدا لحدوتة الفيلم ومتعة المُشاهد.
وهاهو اليكساندر بن يعود بحكبته الإنسانية البحتة ‘نبراسكا’، والتي تحاكي منهجيته المعهودة في تشريح مواقف حياتية قد تبدو عادية، ينبش فيها عن لحظات متوارية تعيد وصل الماضي بالحاضر، لتخلق شخصية مكتملة، وحالة دسمة تدعو للتأمل، تثير من الشجن المقدار ذاته من الإبتسامات.
ففي الوقت الذي تتبارى فيه سينما الإبهار التكنولوجي، واستغلال التقنيات، يأتي نيبراسكا بألوان الأبيض والأسود، وايقاع رشيق مشدود، وصورة رصينة متمهلة، ليبرهن على أن البساطة لا تنفي أبدا الإبداع .
طبيعة الطرح
بمعالجة ملساء متألقة في هدوئها ونعمومتها، يتطرق السيناريو لحلم بات المتنفس الوحيد لصاحبه الكهل، الذي آمن بصدق إعلان كاذب أوهمه بأنه فاز بمليون دولار، إن أراد الحصول عليها توجب سفره الى نبراسكا لاستلامها من هناك، لتُختزل منذ هذا الحين حياة العجوز بأكملها حول رغبته في التحصل على ملبغ جائزته، لدرجة دفعته للخروج يوميا، والسير على الطرقات السريعة إمعانا في الوصول الى مبتغاه، ليحقق أمنيته ويصبح مليونيرا. وأمام هذيان الأب، يُذعن ابنه الأصغر لمطلبه، ويبدأ معه الترحال كنوع من التعزية عنه ومؤازرته بشكل أو بآخر، إنها نزعة الترحال التي سبق وارتأيناها في فيلم ‘ about shmidt’ لنفس المخرج، والرحلة التي تتكشف فيها أشلاء الشخصيات، ويتمخض عنها عدد من المفارقات، ويتكثف فيها مقدار وفير من المشاعر، ولكنها هنا في نبراسكا أكثر تألقا ووميضا، عن سابقتها، سواء على مستوى تعدد الشخصيات واتساع العمق الذي تحمله بداخلها، أو على مستوى البناء والسرد وبلوغ المبتغى الدرامي بأكمله.
فسيناريو نبراسكا يتوسع بجرأة في تناول شامل لشبكة علاقات كاملة، بين أسرة العجوز وودي ‘بروس دين’ وبعضها البعض، وبين تلك الأسرة ذاتها مع أقرباء الأب وأصدقائه، كل هذا يمثل جانبا واحدا من جوانب الدراما التي يطرحها الفيلم، والتي تنخرط على صعيد آخر مع إحساس كل شخصية على حدة، وفي الوقت ذاته، تجُسد الهوة الملحوظة بين جيليّ الآباء وأبنائهم في قالب عفوي متمم للدراما الإنسيابية التي على الرغم من غزلها المتقن نشعر فيها بالارتجال .
فمن خلال كل ما سبق يتم التعبير عن قيمة هذه الجائزة المزعومة بالنسبة للأب العجوز، وهذه هي الدعامة التي شدت من أزر طرح السيناريو، الذي آثر أن يتشعب أفقيا في التناول ليعود ويعكس كل تدقيقاته على الخط الأساسي الذي يتمثل في حُلم العجوز وجائزته، لنجد أنفسنا تدريجيا متورطين في ذات الشعور الذي يربطه بجائزته، كلما اتسعت دائرة الضوء على الأشخاص والظروف المحاوطة بماضيه وحاضره.
الشخصيات
على الرغم من أن شخصية وودي هي الشخصية التي يدور حولها الحدث الرئيسي، إلا أنها أكثر الشخصيات التي تتماهى مع المساحة المتخفية من المعالجة، والتي فضل السيناريو عندها أن يلتزم بالصمت، فتجد وودي على الرغم من وجوده الدائم في أغلب مشاهد الفيلم، شخصية غيبوبية لا تجيد التعبير عن ذاتها، نلتقط المعلومات عنها من أفواه الآخرين، ولا يتضح من ردات فعلها عن تكوينها سوى العند والجموح والإصرار، بينما من النظرة الكُلية التي قدمها السيناريو عنها، نجدها في ماضيها تتناقض مع الصورة التي تظهر بها في حاضرها، فهي في السابق كانت تؤثر السلامة في كل الأحوال، فوودي قديما لم يقو على اختيار إتمام حياته مع السيدة الرقيقة العذبة التي تتلاقي مع تكوينه، في الوقت الذي خضع فيه للزواج من سيدة أخرى حادة الطباع لم تلائمه أبدا على ما يبدو، ولم يجترأ على تنفيذ قرار أخذه بهجر زوجته في وقت لاحق، وأجاد التأثر بنصيحة صديقه في الحفاظ على زواجه، وأفسح مجالا لنفس الصديق لأن يسرق منه ضاغط الهواء الخاص به باسم استعارته لمدة اربعين عاما لم يفكر فيها في ارجاعه. إن جائزة المليون دولار بالنسبة لوودي لم تكن إلا فرصة لاستعادة جزء من نبرة اعتراض خانته طوال سنوات مضت، طريقة يُعيد بها الزمن ليرى نفسه قادرا على المواجهة، ومتشبثا الى حد الهوس بالحُلم، أيا كانت هويته، هي مسلك آخر يستعيد من خلاله القدرة على الإيمان بأي شيء والإستماتة في الدفاع عن هذا الشعور في حد ذاته.
شخصية الإبن الأصغر هي الشخصية الأكثر تفاعلا مع الأب، ربما لأنها تشبهه بعض الشيء في شبابه، فهي توازي نفس تصرفاته السلبية، فـ ديفيد ‘ويل فورت’ مازال يقف موقف الحائر من علاقته بحبيبته التي تبدو أنها تحبه ولكن فاض بها الكيل من تردده حيال اتخاذه خطوة حقيقية تجاه علاقتهما، فهو ينسى حتى أن يُسقي النباتات التي يضعها في منزله. ربما الرحلة التي اصطحب فيها والده لم تكن إلا هروبا من واقعه المقيت الشاحب، فحتى مهنته يبدو أنه غير متأقلما معها الى حد بعيد، فكل شيء في حياته يقف في منطقة الظل، لدرجة تدفعه أن يتحجج بتعاطفه مع قضية والده والانغماس فيها الى حد القيام بهذه الرحلة المضمون إخفاقها.
أما شخصية الأم، فهي الشخصية الأكثر مدعاة للتفكير، نراها شخصية تميل دوما للانتقاد، متطرفة المزاج، قادرة بشكل أو بآخر على المواجهة بمنطق لاذع يصل الى حد الوقاحة أحيانا، من الوهلة الأولى يُمكننا أن نُخمّن أنها أحد أسباب خيبة أمل وودي في الحياة، ولكن مع مرور الوقت وتتابع الرحلة، نلمسها الأجدر على حمايته من أقربائه الغريبي الأطوار، فهي التي تقف أمامهم في المشهد الذي يتكاثرون فيه على ولديهما مطالبين اياهم بنصيبهم من الجائزة التي يحصل عليها والدهم، ليلتزم كل منهما بموقف العاجز، بينما تزأر الأم بكلمات بذيئة في وجه هؤلاء المتبجحين قادرة على اسكاتهم جميعا، وعلى الرغم من أننا في مشهد سابق قد يصيبنا بعض الاشمئزاز من الطريقة التي فضلت بها أن تتحدث عن موت عائلة زوجها، لكن تصرفاتهم اللاحقة تجعلنا نفطن أن لهجة الأم لم تكن قاسية بل كانت الوسيلة المناسبة طوال سنوات مضت لصد هذه السخافات عن كتف رجلها المسالم.
بين جيلين
ينحاز الفيلم في وقت ما الى محاكاة عقلية الأم والأب والأقارب الأكبر سنا، فنراه وبشكل لم يتعارض مع الطرح الأساسي، يستبين حالة التناقض ما بين جيل الأبناء وجيل الكبار، بعقليتهم المُجمدة التي وقفت عند حدود مشاهدة التلفاز والجنوح الى الصمت، والتفاعل المتباطىء في ردات الفعل، في مشاهد ليست بكثيرة أو مقحمة، وإنما أضفت على ذلك الجزء الذي التقت فيه العائلة بأكملها جزءا من التلقائية المُثبتة لقدم المُشاهد فيما يحدث بشكل أكثر فاعلية.
وقد يكون الأبيض والأسود الذي كسا الشاشة وسيلة للذوبان مع الصورة التي بات يراها هؤلاء للعالم من حولهم، قاتمة بعض الشيء ولكنها مازالت تمتلك حميمية خاصة لا يُعبر عنها اللون .
آخر كلمتين :
ـ لم يتخل اليكساندر بن عن مسحة الكوميديا التي يجيد مزجها بدراما أفلامه، ويتعنت في كونها خادما جيدا لحدوتة الفيلم ومتعة المُشاهد.
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
تعليقات
إرسال تعليق