التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من يونيو, 2018

Wonder Wheel .. ضجيج المُعذَبين الذي لن يُسمَع أبدا

_نُشر فى الجزيرة الوثائقية_ الألوان الزاهية، والصخب الممزوج بالنشوة والمرح، لا يَعِد لمن يعتبر دليلا من أدلة وجود البهجة، ولكي تتأكد من ذلك عليك بمشاهدة فيلم "Woody Allen" الأخير لعام 2017 "Wonder Wheel"، وهو الفيلم الذي يُثبت لنا أن المعاناة رفاهية مقارنة بحالات الموات الحي، وأن التأرجح على حافة الانهيار نعمة لا يضاهيها السقوط في قلب هوة زمانية دوارة، ليس معروف لها قدم من رأس، بينما لا تكف عن التحرك في دوائر مفرغة، بدون داع وإلى أمد غير معلوم. إنه الفيلم الذي يقصّ عليك مصائر شخصيات، تشابه قدرها مع العجلة العملاقة المتواجدة في المتنزه الذي يسكنون فوقه، مطلين على هذه اللُعبة الضخمة من شرفات منزلهم الزجاجي المُحَاط بها من كل جهة، بينما ينتظم إيقاع حياتهم مع أدوار لفاتها اللامنتهية إلى الأبد. يُثبت الفيلم لنا أن المعاناة رفاهية مقارنة بحالات الموات الحي، وأن التأرجح على حافة الانهيار نعمة لا يضاهيها السقوط في قلب هوة زمانية دوارة. شخصيات ميلودرامية لا تخلو من العبث أهم ما يميز سيناريو فيلم "Allen" الشخصيات..  شخصيات السيناريو دسمة، تعجّ بالتفاصيل التي تستحق ...

طارد الأرواح..ومُعضلة فِهم فن الرعب!

_نُشر فى مجلة الثقافة الجديدة_ فى فيلم " last days in the desert " 2015 ، تتحدث إحدى الشخصيات عن قيمة العلاج قائلة "التداوى هو الشىء الوحيد الذى يَحِق لنا البحث عنه، والعمل على إيجاده، والإهتمام بشأنه، أما بقية الأشياء التى تُخايلنا، ما هى إلا سراب". ورواية "طارد الأرواح" لمن لم يتفكر، قوامها البحث عن ماهية التداوى، فما هى سوى رصد لواقعة يزعم البعض أنها حقيقية، تروى عن حادثة من حوادث الاستحواذ الشيطانى، أو تدهور الحالات العقلية والجسدية، لدرجة يقف الطب أمامها عاجزا، ومن ثم يتدخل المُعتقد الدينى، بكل أساليبه الخرافية أو البدائية، أو المتداولة عن علوم روحانية موجودة سواء اعترف بها البعض أم لا. الرواية تُنهِك نفسها بحثا، وتثير الكثير من الشكوك فى كلا المنهجين، العلمى والدينى، بينما تضعنا فى مواجهة مؤلمة مع حقيقة واحدة، وهى الحالة المتردية التى تبلغها الطفلة "ريجان"، وما استجلبته هذه الحالة من صراعات نفسية مُحتَدَمَة، كانت فى يوم ما كامنة فى صدور كافة الشخصيات، سواء المحيطة بـ"ريجان" أو هؤلاء المتورطين الجُدد فى الأمر، بما أن د...

مفتاح الشهرة الحياة الحقيقية تبدأ دوما بعد الصدمات!

_نُشر في موقع إضاءات_ "عندما تقارن مآسي الحياة الواقعية، بمآسي الحياة الخيالية، سوف تتمنى لو أنك تستطيع أن تستغرق في الأحلام إلى الأبد" — ألكسندر دوما بدءًا من اللحظة التي أغلق فيها مساعد المخرج غرفة تغيير الملابس وبداخلها «مفتاح»، و«شهرة»، حل بينهما الخيال رفيقًا، واجترهما إلى أرض الحلم، حلم المعذبين في الواقع، الطامحين المطحونين، المُجهَضين، (الكومبارسيين) الذين «نفّضهم الفن» وفقًا لما غناه ممدوح عبد العليم في فيلم «سمع هس»، والمتغنين على من يجهلهم «ده يشتمهم وده يزغدهم» مثلما وصفت فيروز الصغيرة حالها هي وعويلها أنور وجدي في فيلم «دهب». مفتاح، وشهرة المنسيان في الغرفة، الكومبارسان المُهمَلان، بينما الكاميرا تدور في الخارج من خلف ظهريهما، كعادتها، فهي أبدًا لم تعطهما وجهها. يحاوطهماالاحتقان في البداية، كل منهما ينفش ريشه على الآخر، يدفع به لكي يتباهى بمجهوده في هذا المجال منذ سنوات، في هذه اللحظة يغفلان أن المجهود لا ولن يُعتد به إن لم يقد إلى نتيجة، إن لم يجعل واحدًا منهما خارج هذا الموقف المُهين، محبوسًا لأنه دومًا على الهامش، لا يستحق إلا أن يسقط من البال سهوًا. اليائس...

بلاش تبوسنى.. معالجة عائلية لفكرة غير نظيفة!

_نُشر فى جريدة الصباح_ يقول خيرى شلبى فى روايته "زهرة الخشخاش": المتعة هى الأخرى شىء ثقيل، يحتاج إلى صحة وعافية. والحقيقة أن فيلم "بلاش تبوسنى" انتهج سير المتعة، وخطى على دربها، معتمدا فى ذلك على خطة مغايرة، لا يجنح إليها معظم إنتاج السوق الحالى من السينما، فأفلام السينما الآنية، أفلام يميل معظم الجيد منها بنسب ودرجات مختلفة إلى التجريبية، أفلام تفتقر نوعا ما إلى الواقعية الحيوية، مثل أفلام "فيلا 69" ،"فرش وغطا"، "هرج ومرج"، "الأصليين" وغيرها. الأفلام السابقة وإن كان لا غبار عليها فنيا، ستظل على مسافة معينة من الجمهور، وستبقى مفتقرة لروح سينما الثمانينات (سينما خان والطيب وبشارة)، التى تلتف حولها الأسر الآن أمام الفضائيات، على الرغم من جرأة مواضيعها فى حين، ودسامة مستواها الفنى فى حين آخر. هذا لا يعنى أبدا أننى أرفض وجود هذا النوع من التجارب السينمائية، بالعكس أنا مؤيدة له بشدة، ولكننى أستميت فى الامتعاض من فكرة تواجده بهذا الشكل المكثف، والافتقار إلى ما دونه إلا نادرا. فيلم "بلاش تبوسنى" بكل أزماته وعثر...

دراسة عن الحلم بين الفلسفة والسينما!

المقال ده أنا قعدت ست شهور أشتغل فى إعداده بس، قريت كتابين وأعدت مشاهدة أفلام كتير غير اللى تم ذكرها فى المقال كمان، وكنت بنتظر يمكن تقابلنى أفلام بالصدفة تكون بتخدم الفكرة اللى عاوزة اوصلها. المقال ده أكتر مقال أرهقنى على مدار سنين كتابتى فى السينما، ومن أكتر المقالات اللى بحبها وبنتميلها. الحلم من أكتر الظواهر اللى بتشغلنى وبتحرضنى أعرفه وأفهم عنه أكتر، وأتمنى أكون قدرت أوصل شىء من العوالم المذهلة اللى تخصه. _نشر فى الجزيرة الوثائقية_ الحلم واقع موارب، يحمل من الصفتين، هو مكشوف لايسحب طرف ظِله، لكنه فى الوقت ذاته لا يُنوّلنا منه تجليا ظاهرا. نحلم كل يوم، نُسافر إلى أرضه بدعوة خاصة منه، لا يسعنا معرفة ميعادها، أو وِجهَتها. نغادر مأخوذين، ونعود مجبورين. وقد اعتدنا فعلته فينا طيعيين، لا نحاول اكتشافه، والسعى وراء غموضه وعبثه معنا. مُهَيآت الحلم لن أخوض فى تعريف عملية الحلم نفسها، لأنها ستظل واضحة بمفهومها القشرى، المُتَضَح ظاهريا، والخاص بعمل العقل الباطن، إلى جانب اضطرابات الجهاز العصبى، وما إلى ذلك. ولكن الأهم لدى، أن نتمعن فيما يحيط هذه العملية التى صارت بدبيهية...